الزمن .. احداث .. وعلوم .. وغرايب
ملها الراوي .. ودايم مستجده
كم سمعنا في القصص حزن وعجايب
ناخذ المعقول .. والزايف نرده
في مدينة .. سحرها غيم وهبايب
والسحاب يموج .. ما تدري بحده
ضمت احجار الرصيف دموع شايب
يستحي تنشاف .. يمسحها بيده
قلت (افى يالعلم) وابشر بالطلايب
ومن نخى الرجال والله مايرده
قال انا -يابوك- لدموعي سبايب
والدمع لو فاد .. زدنا معه نده
الرجل لو مات من كثر النوايب
ما يهل الدمع .. حتى لو لوحده
بس موت الموت في ظلم الحبايب
وان جحد ماضيك محبوب توده
كنت انا -يابوك- فكاك النشايب
يعتزي بي من لجالي وقت شده
ارفع الهامه .. واجدلها ذوايب
ومسبتي فعرضي .. بعزمي اشده
في نشاط وعزم كن في كفي كتايب
لو يواجهني جبل .. عزمت هده
ولي عيال ..اه .. هم كل المصايب
نسيوا افضال الابو .. وايام كده
كانوا صغار .. لهم كتفي ركايب
كل حيلي لاجل اسعدهم .. اهده
السمن .. والبر .. ونعاج ِ حلايب
وكل واحد .. يوصله قسمه لعنده
ان بكى واحد .. غدى الخفاق ذايب
وان طلب شي .. تعود ما ارده ..
امهم ماتت .. وعنها صرت نايب ..
يومي اشقى به .. وليلي ما رقده
ومرت ايام علي مثل النصايب
واحتملت وقلت بكره .. فيه سعده
كبروا عيالي ولاحت لي سحايب
اني اعوض .. من اللي قد فقده
صاروا كبار .. لهم هيبه وهايب
كل واحد ما يشوف انسان قده
نسيوا افضالي .. وصار الحلم خايب
حتى قول الطيب منهم ما وجده
العجز خلاني ارحل .. والقرايب
كلهم ماتوا وزاد القلب وجده
بس لي قلب حلف .. ماهو بتايب
عن هوى ديره .. يغطيها بوده
وللمدينه جيت .. في صدري حرايب
كل يوم يمر .. كنت سنين اعده
وقالوا الزوجات .. تبلونا بشايب
يمتحنا كل ما جينا لقعده
ثم ودوني لدار للعجايز والسوايب
دار لمثلي .. معده .. مستعده ..
الثلاث سنين عدت .. بهم ونكايب
ما بقى مخلوق .. عنهم ما نشده
صرت انا والياس .. اخوان ونسايب
والنهاية كلها .. بالموت وحده
هذي دموع الرصيف .. دموع شايب
حلمه المسكين مات اليوم وحده
منقول ..!!