قالت
قوات المعارضة الليبية انها تواصل التقدم نحو الغرب باتجاه العاصمة
طرابلس، بعد ان سيطرت على مناطق مهمة في مدينة مصراتة ومحيطها.وتشير
الانباء الى ان قوات المعارضة نجحت بالفعل في دفع القوات الموالية للزعيم
الليبي معمر القذافي من مطار مصراتة، والسيطرة على المنطقة المحيطة به.
ويقول
مراسل بي بي سي في ليبيا ان السيطرة على مصراتة ومحيطها، التي كانت تحت
حصار قوات القذافي لعدة اسابيع، تعد تطورا مهما يحسب لصالح قوات المعارضة
نحو انهاء هذا الحصار.
الا ان المراسل يقول ان الحديث عن تحول الامر الى تسارع وصولا الى طرابلس ربما كان حديثا سابقا لاوانه.
وكان التلفزيون الحكومي الليبي قد بث مساء الأربعاء تسجيلا ظهر فيه الزعيم الليبي معمر القذافي للمرة الأولى منذ نحو عشرة أيام.
وأظهر
التسجيل القذافي وهو يلتقي من قيل إنهم أعيان القبائل الليبية في المنطقة
الشرقية. وقال مذيع التلفزيون الحكومي إن اللقاء تم الأربعاء.
ولم
يظهر القذافي في العلن منذ 30 أبريل/نيسان الماضي حين شنت قوات حلف شمال
الأطلسي(الناتو) غارة على طرابلس قتل فيها سيف العرب أصغر أبناء القذافي
وثلاثة من أحفاده.
وأثار ذلك التكهنات بشأن إمكانية إصابة القذافي
او حتى مقتله في الغارة، وقد أعلن الناتو أن غاراته لا تستهدف اشخاصا بل
أهدافا حكومية في محاولة لشل الجهاز العسكري الذي يستخدمه نظام القذافي ضد
المدنيين.
ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل لانعقاد الاجتماع يوم الاربعاء.
جاء ذلك بينما استمر قصف طائرات الناتو للعاصمة الليبية طرابلس ومواقع عسكرية أخرى تابعة للعقيد القذافي.
ودوت انفجارات قوية فجر الخميس في وسط مدينة طرابلس, اثنان منها بمحيط باب العزيزية, مقر الزعيم الليبي.
وقالت وكالة فرانس برس إن طائرات للناتو حلقت لاكثر من ساعتين في سماء العاصمة الليبية قبل إلقاء صواريخ.
وتستعد قوات المعارضة المسلحة لشن هجوم بري للسيطرة على مدينة البريقة المهمة.
كما
يستعد المجلس الانتقالي الوطني الليبي لفرض السيطرة الادارية والعسكرية
والمالية على المدينة التي تقع فيها مصافي البترول، بمساندة دول اوروبية
ارسلت مستشارين في هذه القضايا.
مطار مصراتة
وفي وقت سابق
أعلنت المعارضة الليبية انها سيطرت على مطار مدينة مصراتة غربي البلاد بعد
عدة ايام من المعارك الشرسة مع القوات الموالية للقذافي.
كما سيطرت قوات المعارضة على دبابات تركتها قوات الحكومة اثناء انسحابها من المطار.
ويقول
مراقبون ان السيطرة على مصراتة ومطارها، وهي ثالث اكبر مدينة في ليبيا،
يعد انتصارا مهما للمعارضة، التي توقف تقدمها بفعل مقاومة قوات الحكومة
لعدة اسابيع.
يشار إلى أن مطار مصراتة يقع جنوب غربي المدينة
الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس والتي تحاصرها القوات الموالية للقذافي
منذ اكثر من شهرين.
لكن المطار ليس بمنأى عن الخطر لانه يبقى على مرمى صواريخ القوات الحكومية.
ويرى
محللون أن سيطرة المعارضة على المطار قد تسهل اجلاء السكان او الاجانب من
مصراتة اضافة الى نقل المساعدة الانسانية التي لا تصل حاليا الا عن طريق
البحر.
و في غرب المدينة المحاصرة, تقدم المعارضون يوم الاربعاء الى بلدة دفنية على الطريق الساحلي المؤدي الى زليتن.
وفي
جبال البربر جنوب غرب طرابلس, قتل اثنان من المعارضة على الاقل وجرح 15
اخرون في معارك مع القوات الموالية للقذافي في قرية قرب الزنتان.
المجلس الانتقالي
في
هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان رئيس المجلس الوطني
الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل سيصل الخميس الى لندن حيث سيبحث مع
السلطات البريطانية "فتح مكتب دائم للمجلس الوطني الانتقالي في لندن".
وسيلتقي عبد الجليل ع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ.
وتتناول المحادثات أيضا تزويد المجلس بمزيد من المعدات غير الاسلحة والحصول على دعم اضافي للمعارضة.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الاتحاد الاوروبي الاربعاء انه قرر فتح مكتب لتنسيق المساعدات لقوات المعارضة الليبية في مدينة بنغازي.
واوضحت
مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين آشتون في كلمة امام البرلمان
الاوروبي الاربعاء، ان دعم الاتحاد للمعارضة الليبية يتضمن المساعدة في
اصلاح المجال الامني، وبناء المؤسسات.
من جهته اعتبر وزير الخارجية
الايطالي فرانكو فراتيني ان العقيد القذافي أمامه حتى نهاية مايو/آيار
المقبل للتوصل الى اتفاق مع المجتمع الدولي بشان تسليم السلطة قبل إصدار
توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
مساعدات امريكية
من جهة اخرى وصلت اول شحنة من المساعدات الأمريكية إلى المعارضة الليبية في مدينة بنغازي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان المساعدات تتضمن اكثر من 10 الاف وجبة لمقاتلين من مخزون وزارة الدفاع.
وأضاف
تونر انها أول شحنة في اطار قرار أمريكي بتزويد المقاتلين بمساعدات لحماية
المدنيين والمناطق الاهلة بالمدنيين المهددين بهجمات.
واوضح أن مساعدات اخرى في طريقها ومن بينها معدات طبية وملابس وخيام وسترات واقية للرصاص من احتياط وزارة الدفاع.
دعوة أممية
على
الصعيد الدولي دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "وقف فوري
وحقيقي للنار" في ليبيا، والتوقف عن مهاجمة المدنيين فيها.
وقال كي
مون انه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي الثلاثاء،
وناشده وقف النار، وان المحمودي "عبر عن رغبة الحكومة في وقف النار فورا،
وتشكيل فريق مراقبة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي".
وأوضح
الأمين العام أن على السلطات الليبية ان تتوقف عن مهاجمة المدنيين, وطالب
ب"اجراء مفاوضات من اجل الوقف الفوري لاطلاق النار والتوصل الى حل سلمي
للنزاع والسماح للعاملين في المجال الانساني بالدخول الى البلاد دون اية
اعاقة".
واضاف ان "الاول والاهم هو وضع حد للقتال في مصراتة
والاماكن الاخرى، وبعدها يمكننا تقديم المساعدات الانسانية بالتوازي مع
الاستمرار في الحوار السياسي".
ويأتي ذلك في حين يقوم محمود جبريل المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي بزيارة الى واشنطن حيث يلتقي عددا من المسؤولين.
وكان وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي قد التقى الأربعاء في بنغازي قادة المعارضة.
يشار
إلى ان وبولندا, العضو في الحلف الاطلسي, ابدت استعدادها لتقديم طائرات
نقل للتحالف في ليبيا, لكنها استبعدت المشاركة في قوة ضرب.