تقدم الدكتور أحمد راسم النفيس (الشيعي المعروف) بأوراق تأسيس حزب
"التحرير" الى لجنة الأحزاب حاملاً في حقيبته توكيلاً موثقاً من
ليبراليين وأقباط وشيوعيين, وقبلهم صوفيون، في محاولة لتدشين حزب شيعي
مصري.
وأثار مشروع الحزب أسئلة كثيرة لدى الكُتاب والسياسيين حول
هويته ودوره في نشر التشيّع وإشعال الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في
مناخ محتقن أصلاً بالفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، والأهم من هذا
كله أن الحزب مخالف للدستور باعتباره حزباً دينياً، وهو ما يؤدي الى الطعن
عليه ورفض إشهاره قبل الترخيص له بممارسة النشاط السياسي.
رفعت السعيد: هذا الحزب سيكون عبئاً
ويؤكد
الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، في تصريح خاص لـ"العربية.نت" أنه
من حيث المبدأ يحق لأي جماعة او أفراد إنشاء حزب سياسي يعبر عن أفكارهم
وبرامجهم للإصلاح الشامل في المجتمع وتحقيق الديمقراطية، لكن إنشاء حزب
سياسي على أساس ديني او طائفي معناه تجدد الصراع التاريخي بين السنة
والشيعة.
ويوضح السعيد أن المسألة يجب ألا تترك هكذا لأن المناخ في
مصر محتقن اصلاً بالفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، وإقرار هذا الحزب
الشيعي الذي يدعى حزب "التحرير"، هو باختصار عودة الى الوراء وقضية شديدة
الخطورة على أمن مصر القومي.
ويضيف: مبدئياً، حزب التحرير مطعون
عليه لأنه مخالف للدستور والقوانين التي تمنع إنشاء أحزاب دينية في
المجتمع، فحتى الأحزاب الدينية التي نشأت مثل "الحرية والعدالة" و"النور"
لم تنشأ كأحزاب دينية إنما كأحزاب سياسية ذات مرجعية دينية، والترخيص لهذا
الحزب الشيعي يدفعنا للتساؤل حول هويته وانتمائه وعلاقته بحزب الله الشيعي
اللبناني.
ويقول: أعتقد أن هذا الحزب لا يشكل إضافة للحياة السياسية
المصرية، بل يشكل عبئاً عليها وارتباكاً لها، لأنه حتماً – إذا نشأ الحزب
وتم الترخيص له – ستنشأ صراعات دينية – دينية نحن في غنى عنها.
ومن
جانبه، أكد الطاهر الهاشمي، نقيب الأشراف بالبحيرة أمين مشيخة الطريقة
الهاشمية أحد مؤسسي الحزب الشيعي الستة، في تصريحات لـ"الأهرام" المصرية أن
الحزب ليس شيعياً بل ليبرالي مدني, غير أن عباءة الشيعة - لا ريب -
ستلقيها كل التيارات على الحزب.
وأضاف الهاشمي: بالنظر الى المشكلات
الأمنية التي عانى منها شيعة مصر والتهم التي ظلت تلاحقهم, والخوف من نشر
التشيع في مصر من باب التصوف, فإن عدد الشيعة مازال من الأسرار التي تحرص
عليها كل الأطراف المعنية.
الطاهر الهاشمي: بعد ثورة يناير نحتفل بمولد الإمام الرضا
وعلى
عكس الرأي السابق، يرى أحمد الجمال، الكاتب الصحافي الناصري، في تصريح
لـ"العربية.نت" أنه لا مانع لديه من إنشاء حزب شيعي في مصر، باعتبار ان
السلفيين لهم حزب والإخوان لهم حزب آخر، فلماذا نقف عند حزب الشيعة، هل
المسألة حلال للإخوان والسلفيين وحرام على الشيعة.
ويذكر الجمال انه
لا خوف من الصراع المذهبي بين السنة والشيعة إذا نشأ حزب التحرير الشيعي،
باعتبار ان المشاكل موجودة اصلاً داخل السنة.
وأوضح أن العبرة هي
الالتزام بالدستور والمواطنة واللوائح والقوانين الموجودة في المجتمع، فإذا
خرج الحزب الشيعي عنها، هنا يصبح الكلام مختلفاً، ولكن لا ينبغي استباق
الأحداث او الحكم على الآخرين بالنوايا المفترضة.
وحول مشكلات
الشيعة، يقول الطاهر الهاشمي، أحد مؤسسي حزب التحرير، إن تلك المشكلات
ستكون محل اعتبار ونظر من الحزب الجديد, لكن مسألة الحوزات الدينية -
كالموجودة في إيران - غير مطروحة الآن, لتوافر المعلومات الدينية في مختلف
الوسائل التكنولوجية, لكن ربما تُطرح حين الحاجة إليها. أما الاحتفالات
الشيعية فهي الأخرى لن تكون قضية، كما يؤكد الهاشمي.
وأضاف: "بعد
ثورة يناير نحتفل ويحتفل الجميع بمولد الأئمة, ومنها الاحتفال بمولد الإمام
السابع علي بن موسى الرضا في المنازل, ويتمثل الاحتفال في الدعاء الجماعي
فقط".
فهمي هويدي: هل مصر في حاجة لأحزاب شيعية؟!
ومن جهة أخرى
يتساءل البعض: هل يغلّب حزب التحرير الشيعي، إذا تمت الموافقة عليه، الجانب
الوطني على الجانب المذهبي؟ أم يحدث العكس وتصبح المرجعية الدينية هي
الأساس الذي يحتكم اليه وتنظم عمله؟
ويقول الكاتب الاسلامي فهمي
هويدي لـ"العربية.نت" إنه من المفروض ان يغلّب الحزب الشيعي المصري الجانب
الوطني على الجانب المذهبي، لكن هذا الامر سابق لأوانه، لأنه قبل الترخيص
لهذا الحزب الشيعي، يجب أن نسأل أنفسنا: هل مصر بحاجة الى أحزاب شيعية تؤجج
الصراع المذهبي بين السنة والشيعة؟
ويضيف: "إنشاء أحزاب مذهبية في
مصر أمر غير مبرر على الإطلاق، خصوصاً في هذا التوقيت الذي يتميز بالانفلات
في كل شيء، ولكن في ذات الوقت يجب ألا يخيفنا إنشاء حزب شيعي في مصر،
وباختصار الأحزاب الشيعية ليس لها ما يبررها او يخيفنا منها".
وحول
نجاح الحزب في تحويل المصريين الى شيعة، استبعد هويدي هذا الاحتمال باعتبار
أن عدد سكان مصر 85 مليون نسمة وعدد الشيعة يتراوح بين 15 و20 ألف شيعي،
فهل يمكن أن تؤثر الآلاف في الملايين؟! هذا أمر أستبعده.
وعن فرص
الحزب الشيعي في الإشهار على أساس هويته المذهبية الشيعية رغم أنه يضم
ليبراليين وشيوعيين وصوفيين، ذكر هويدي أن الهوية الشيعية تخالف الدستور
الذي يمنع إنشاء حزب على أساس ديني، وبالتالي الحزب مطعون فيه قبل إشهاره.
وعن
محاور عمل الحزب, يقول أحمد العزب، المسؤول الإعلامي، إن الحزب لن يقبل
تبرعات من إيران أو غيرها، وهو حريص على حقوق الإنسان بغض النظر عن
التوجهات الفكرية أو الأيديولوجية. أما بالنسبة للسياحة فيحرص الحزب من
خلال خطط جديدة على تدعيمها في مصر من خلال إحياء مشروع العتبات المقدسة,
الذي يهتم بكل المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية, والذي يمكن أن يدر على
البلاد نحو خمسة مليارات دولار سنوياً.