بركة عليك وعلى أهل بيتك
قال الله تعالى :
{ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً }
[النور : 61] .
{ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ } أي: فليسلم بعضكم على بعض
.{ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } أي: سلامكم بقولكم:
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " أو
" السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
إذ تدخلون البيوت، { تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } أي: قد شرعها لكم،
وجعلها تحيتكم، { مُبَارَكَةً } لاشتمالها على السلامة من النقص،
وحصول الرحمة والبركة والنماء والزيادة.
تفسير السعدي
ويُستحبُّ للمسلم عند دخول المنزل أن يسلم سواءٌ كان المنزلُ منزلَه أو منْزلَ غيره ،
وسواء كان فيه أحدٌ أم لا.
عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أهْلِكَ فَسَلِّمْ ، يَكُون بَرَكَةً عَلَيْكَ وعلى أهْلِ بَيْتِكَ »
سنن الترمذي
وفي سنن أبي داود عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ على الله عزَّ وجلَّ:
رجلٌ خرج غازياً في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله عزَّ وجلَّ،
حتى يتوفَّاه فيُدخلَه الجنَّة أو يَردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ،
ورجلٌ راح إلى المسجد فهو ضامنٌ على الله تعالى حتى يتوفَّاه
فيدخلَه الجنَّة أو يَردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ،
ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ فهو ضامنٌ على الله سبحانه وتعالى ».
قوله: "ضامنٌ على الله" أيْ صاحبُ ضمان، والضمانُ الرعايةُ للشيء،
ومعناه أنَّه في حفظ الله ورعايته وتوفيقه،
فما أجلَّها من عطيَّةٍ وما أعظمه من فضلٍ، نسأل الله الكريم من فضله.
أنظر فقه الأدعية والأذكار_ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
« إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ،
قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ،
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ،
وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء » .
رواه مسلم. [/b]