طلبت واشنطن من البوسنة العضو غير الدائم في مجلس الأمن عدم دعم الطلب
الفلسطيني بنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة في ما يبدو أنه بداية تحرك
دبلوماسي أميركي لإحباط الطلب الذي قال وزير الخارجية الفلسطيني إنه سيتم
التركيز عليه بدلا من محاولة الانضمام إلى مزيد من المنظمات الدولية.
وجاء
الطلب الأميركي لإحباط طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة
في رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى مجلس الرئاسة البوسني المؤلف من
ثلاثة أعضاء يمثلون المسلمين والصرب والكروات.
وقال بيان صادر عن
مكتب ممثل الصرب في مجلس الرئاسة إن فيليب ريكر مساعد وزيرة الخارجية
الأميركية نقل رسالة أوباما إلى القيادة البوسنية أمس.
تحرك أميركي
وتسعى
القيادة الفلسطينية -التي قدمت خطاب طلب العضوية إلى الأمين العام للأمم
المتحدة يوم 23 سبتمبر/أيلول الماضي- للحصول على تأييد تسع من الدول الخمس
عشرة الأعضاء في مجلس الأمن وبينها البوسنة مع أن من شبه المؤكد أن
الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) مما يعني فشل الطلب.
الفلسطينيون يؤكدون أنهم حصلوا على تأييد ثمانية من أعضاء مجلس الأمن (الفرنسية)
وهناك
توقعات بأن مجلس الأمن قد يصوت على الطلب الفلسطيني في الحادي عشر من هذا
الشهر. وحتى الآن, يقول الفلسطينيون إنهم ضمنوا تأييد ثمانية من أعضاء مجلس
الأمن.
ولم تعلن البوسنة بعد موقفا نهائيا من التصويت المرتقب في
مجلس الأمن, إلا أنه يرجح بقوة أن تمتنع عن التصويت على طلب العضوية لدولة
فلسطين في الأمم المتحدة في ظل تباين مواقف أعضاء مجلس الرئاسة حيث يدعم
الطلب الفلسطيني العضو المسلم ويعارضه العضو الصربي –المؤيد بوضوح
لإسرائيل- بينما لم يحدد العضو الكرواتي موقفه بعد.
وقال العضو
الصربي نيبويسا رادمانوفيتش اليوم في سياق تبرير موقفه المعارض للطلب
الفلسطيني إنه يعمل "من أجل مصلحة البوسنة والشعب اليهودي والفلسطينيين
والسلام في الشرق الأوسط".
وحتى قبل أن تبدأ أي تحرك دبلوماسي مباشر
لغرض إحباط المسعى الفلسطيني, كانت الولايات المتحدة هددت أكثر من مرة
باستخدام الفيتو ضد طلب العضوية الكاملة, وقالت إن انضمام فلسطين إلى الأمم
المتحدة يجب أن يكون بمقتضى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي يتم التوصل إليه
عن طريق المفاوضات فقط.
يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
قد قام مؤخرا بجولات شملت دولا في أوروبا وأميركا اللاتينية لنيل أوسع
تأييد ممكن لطلب العضوية في الأمم المتحدة.
موقف أممي
وبالتزامن
مع الكشف عن رسالة باراك أوباما إلى القيادة البوسنية, دعا الأمين العام
للأمم المتحدة بان كي مون الفلسطينيين إلى إرجاء طلب الانضمام إلى مزيد من
المنظمات الدولية على غرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة
(يونسكو).
وكانت فلسطين قد حصلت مطلع هذا الأسبوع على عضوية كاملة
في اليونسكو, وردت الولايات المتحدة بوقف مساهمتها المالية في ميزانية
المنظمة (22%), وهو القرار ذاته الذي اتخذته إسرائيل اليوم.
وقال
بان كي مون في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس إن سعي الفلسطينيين للانضمام
إلى منظمات دولية أخرى ليس مفيدا لأي كان, ومن شأنه أن يؤدي إلى قطع
تمويلات مما سيؤثر سلبا على ملايين الأشخاص.
وأعلن بان في هذه
المقابلة مجددا تأييده حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وقابلة
للاستمرار, لكنه انتقد في المقابل سعيهم لنيل العضوية في منظمات دولية
تابعة للأمم المتحدة قبل دخول الأمم المتحدة نفسها.
أولوية فلسطينية
في
المقابل, قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم إن السلطة
الفلسطينية تركز الآن على نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وليس على
الانضمام إلى منظمات دولية أخرى بعد اليونسكو.
وقال المالكي في
تصريحات له برام الله إن الموقف الرسمي الذي يقوم على توجيهات الرئيس محمود
عباس هو أنه ينبغي التركيز على العضوية في الأمم المتحدة.
وأضاف أن الفلسطينيين ليسوا مهتمين في هذا الوقت بطلب العضوية في أي منظمات دولية أخرى, قائلا إنهم لا يريدون أن تتشتت جهودهم.
تابع الوزير الفلسطيني أن نيل العضوية في المنظمات الدولية الأخرى سيأتي آليا إذا نالت فلسطين عضويتها في الأمم المتحدة.
وعن
نيل العضوية الكاملة في اليونسكو, قال المالكي إن ذلك كان نتيجة محاولات
تبذل منذ وقت طويل وليست مرتبطة بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.