بعد أيام من أزمة المجلة الفرنسية "تشارلى ابدو"، التى نشرت رسماً مسيئاً
للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الكاتب والمعارض الأسبانى جوستافو دى
اريستجى، إن الإسلام والديمقراطية لا يتوفقان، مشيراً فى كلمة له بنادى
الصحافة فى مدينة أستوريا الأسبانية أمس، إلى أن بلدان الربيع العربى "تتخذ
خطوات للوراء"، بعدما أكدت كافة المؤشرات اقتراب الإسلاميين إلى السلطة.
وبحسب
ما نشرته عدة صحف ومواقع أسبانية، قال جوستافو: "ظاهرياً، الإسلام
والديمقراطية متوافقان، لكن الحقيقة ليست كذلك، وعلى الشعوب العربية التى
شهدت ثورات شعبية إدراك أن الديمقراطية والإسلام غير متوافقين".
وخلال
كلمته، تطرق جوستافو إلى كتابه "مفترق الطرق العربية"، الذى يناقش الأحداث
التى شهدتها الكثير من البلدان العربية فى منطقة البحر المتوسط فى شكل
ثورات شعبية، وقال: "الغرب ارتكب خطأ كبيراً لعدم معرفة تقييم دور
الإسلاميين فى الثورات، وأن الإسلاميين لم يبدأوا المظاهرات ولكن فى نهاية
الأمر وجدناهم فيها".
وأشار إلى أنه يوجد العديد من التشابه فى
الأنظمة السياسية التى تشهدها الدول العربية مثل تونس ومصر وليبيا وجميعها
شهدت انتفاضات شعبية والتى تعتبر سياسية فى جوهرها، وكانت تهدف للحرية
والاحترام، وأضاف أن من المتوقع أن الأحزاب الإسلامية المتطرفة تحصل على
الكثير من الأصوات بسبب التعاطف الذى أثارته بسبب "المقاومة" ضد الحكام
المستبدين.
كانت مجلة "تشارلى ابدو" الفرنسية قد نشرت رسمًا
كاريكاتيرياً للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالت فى عددها الأخير، إنها
اختارت النبى "رئيساً للتحرير" احتفاءً بفوز حزب النهضة الإسلامى بغالبية
تشكيل المجلس التأسيسى الذى سيتولى صياغة الدستور الجديد لتونس بعد ثورتها.
وأسفر
الرسم الذى نشرته المجلة الفرنسية عن استياء بالغ بين المسلمين، وتعرض مقر
المجلة فى اليوم التالى لنشر الرسوم لاعتداء أسفر عن حرقها، ودعت عدة
حركات إسلامية المسلمين فى مصر وليبيا وتونس إلى "الاحتجاج ومطالبة قادتهم
بالتهديد بقطع علاقاتهم مع فرنسا" فى حال لم تمنع باريس مجلة "تشارلى
ايبدو" من الاستمرار فى هذا النهج.