قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في مقابلة يوم الاربعاء ان
السوريين سيضطرون الى حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم مالم يتدخل العالم لحماية
المدنيين الذين يتظاهرون ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وحاول
خدام (79 عاما) الذي فر الى باريس عام 2005 بعد نحو 30 عاما من خدمة الأسد
وأبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل أربع سنوات تشكيل حكومة في المنفى لكنه
اختلف مع جماعات المعارضة الأخرى.
ويخطط خدام الذي لا يثق فيه كثير
من المعارضين السوريين نظرا لتاريخه الطويل في خدمة آل الأسد للاعلان عن
تشكيل جماعة جديدة الاسبوع القادم تدعم محاولات المعارضة للاطاحة بالأسد
وإقامة الديمقراطية.
وقال خدام لرويترز في أول مقابلة له من باريس
حيث التزم الصمت دائما ان المجتمع الدولي يجب ان يتدخل لوقف هذه الجرائم
وحماية المدنيين والا وجد السوريون أنفسهم مضطرين الى حمل السلاح للدفاع عن
انفسهم.
وتتزايد دعوات المحتجين في سوريا الى التدخل الاجنبي بعد
سبعة اشهر من الحملة الامنية الضارية التي تشنها قوات الاسد والتي قالت
الامم المتحدة انها أسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من 3000 شخص.
ولا توجد رغبة في الغرب للتدخل العسكري في سوريا واستبعد حلف شمال الاطلسي شن حملة هناك كتلك التي شنها في ليبيا.
وظلت
حركة الاحتجاجات السورية سلمية بشكل عام لكن تمردا مسلحا متزايدا ظهر في
بعض المناطق وأعلن عقيد منشق عن الجيش السوري عن تشكيل جيش معارض في تركيا.
وتوقع خدام الذي يقيم في منزل فاخر في حي راق في باريس تحت مراقبة دائمة من الشرطة فشل المبادرة العربية الرامية الى إنهاء العنف.
وقال
خدام ان هذه المبادرة تدعو الى الحوار بين الاسد والمعارضة لكن على غير
أساس إنهاء النظام. وقال ان الشارع السوري وكل اطراف المعارضة رفضت
التسوية.
وتقع سوريا في قلب الشرق الاوسط وتشترك في حدود مع كل من
اسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والاردن. وحذر الاسد في مقابلة أُجريت معه
مؤخرا القوى الغربية من انها قد تتسبب في "زلزال" اذا تدخلت في سوريا.
ووصف خدام الذي استقال من منصبه وترك حزب البعث عام 2005 الرئيس الاسد بأنه شخصية "أضعف" من ان تكون قادرة على الحسم.
ولا تثق شخصيات المعارضة البارزة في خدام بسبب تاريخه الطويل في حزب البعث والثروة التي جمعها خلال عمله.
وينفي خدام ان تكون يداه قد لوثتا بالدماء وقال انه كان يركز على الشؤون الخارجية عندما كان في الحكومة.
وقال
انه كان يعارض سياسات الأسد الداخلية رغم عمله مع الاسد لكنه لم يواجه
النظام لان العقوبة لمن يعارضونه كانت السجن مدى الحياة أو الموت.
وقال انه بعد ان غادر سوريا كان أول من طالب باسقاط النظام لانه يعرف ان هذا النظام لا يمكن إصلاحه.
واعترف
خدام بأنه ليس له علاقة بالجماعات السورية المعارضة الرئيسية مثل المجلس
الوطني السوري الذي يتزعمه برهان غليون ومقره باريس ايضا.
لكنه قال ان "اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية" ستشجع الوحدة بين معارضي الاسد وستعمل على جمع التمويل وحشد القوى الدولية.
وقال
ان المعارضة في الخارج لن تسقط النظام وانما الثوار داخل سوريا هم الذين
سيحققون ذلك وان دور المعارضة في الخارج هو دعمهم لا الحلول محلهم