حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خصومه في الداخل من اتباع المرشد آية
الله علي خامنئي، قائلاً: "لقد اختارت الحكومة الصمت في مقابل كل الهجمات
التي تتعرض لها، ومتى ما شعرنا أن أهداف الثورة في خطر، حينها نتصدى لتنفيذ
الواجب وتتغير وظيفتنا إلى حفظ الثورة".
وذكرت صحيفة "جهان نيوز"
أن أحمدي نجاد التقى أواخر الأسبوع الماضي أنصاره في مركز المؤتمرات
الدولية في طهران، وحثهم على المقاومة والصمود في وجه هجمات التيار الأصولي
الذي يوصف بأنه يوالي المرشد علي خامنئي، وحثهم أيضاً على انتظار المهدي
المنتظر.
وقالت "جهان نيوز" إن صحيفة "ايران" الحكومية نشرت جزءاً
من تصريحات الرئيس في جمع من أنصاره الذين نظموا تجمعاً انتخابياً
استعداداً للانتخابات التشريعية المقررة في الثاني من مارس/آذار المقبل،
وأنها لم تذكر الكثير من تهديدات الرئيس المباشرة للتيار الأصولي.
وأشارت
"جهان نيوز" التي كانت تدعم أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الماضية
العام 2009 في مقابل الإصلاحيين، إلى أن الرئيس الإيراني ربط ما يجري من
"هجمات" ضده وضد حكومته من قبل التيار الأصولي، بالأحداث التي أعقبت
الانتخابات الرئاسية الماضية.
ونقلت عن أحمدي نجاد قوله في أنصاره:
"بعض الدول الغربية ومن يؤيدها في الداخل، يعتقدون أن هذه الحكومة إذا حصلت
على تأييد الشعب مرة أخرى في الانتخابات، فإنهم لن يستطيعوا السيطرة
عليها، وبالتالي لن يتمكنوا من وقف الحركات المطالبة بالعدالة على مستوى
العالم".
وقال أحمدي نجاد إن خصومه في الداخل أرسلوا عشرات الفرق
لاغتياله خلال سفراته إلى المدن داخل إيران، وإن أعضاء هذه الفرق تم
اعتقالهم، وهذا يكشف أنه يتحدى الموت، ولن يخشى مخاطر اغتياله، خاصة في
أثناء رحلاته الداخلية، حسب قوله.
وكانت صحيفة "إيران" الحكومية
نشرت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي تابعة لوكالة الأنباء الرسمية
(إيرنا) الخاضعة للرئاسة، تهديداً جاء في صيغة أبيات من الشعر، ذكرت فيه
الصحيفة أن لدى أحمدي نجاد أكثر من 140 ألف وثيقة يمكن أن يستخدمها ضد 314
مسؤولاً رفيع المستوى في النظام، و إنه قد ينفد صبره يوماً بسبب الضغوط
المتزايدة عليه، وسينشرها في العلن.
وحذّرت الصحيفة من "أن صمت الحكومة حيال الهجمات الشرسة والمغرضة لن يطول أمده، وستكشف المستور يوماً ما".
ونُشر
التهديد المذكور بعد ثلاثة أيام فقط من اتهام التيار الأصولي، المقربين من
الرئيس الإيراني، بالضلوع في قضية "اختلاس ثلاثة مليارات دولار".
وقد
اهتمت وسائل الإعلام الإيرانية بالجدل الدائر حول مساءلة الرئيس، وقالت
إنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها الرئيس الإيراني مسؤولي النظام بفضح
أسرارهم والكشف عما يسميها "تجاوزاتهم"، فمنذ توليه الرئاسة في عام 2005
طرح أحمدي نجاد تهديدات مماثلة لمسؤولين في النظام.