عتبر الجيش اللبناني أن الاستنتاج بوجود دور له بالأحداث الجارية في سوريا هو من نسج خيال البعض.
وأوضح
في بيان صادر عن مديرية قيادة الجيش أن دخول الشاحنات العسكرية التابعة
لها إلى الأراضي السورية هو أمر طبيعي يحصل بين الحين والآخر، وذلك بهدف
تأمين قطع غيار للآليات العسكرية وأعتدة لوجيستية أخرى لصالح الجيش، وفقاً
لاتفاقيات التعاون والتنسيق بين البلدين.
واعتبر أن الاستنتاج بوجود
دور للجيش بالأحداث الجارية في سوريا من خلال مشاهدة تلك الآلية أو غيرها،
هو من نسج خيال البعض، ومحض افتراء بحق المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي
تضع في صلب ثوابتها عدم التدخل بأي شأن خارجي، واقتصار مهماتها ضمن حدود
الوطن.
وكان ناشطون سوريون عبروا عن خشيتهم من سعي جهات لبنانية
موالية لدمشق إلى كسر الحظر الغربي المفروض عليها عبر تزويدها بمعدات
عسكرية، وذلك بعد مشاهدة شاحنات تابعة للجيش اللبناني في حي الشاغور في
دمشق.
وعبر سكان المنطقة عن قلقهم من وجود شاحنات ضخمة مغطاة تحمل
اسم الجيش اللبناني، فيما قام بعضهم بالتقاط صور لها وبثها عبر شبكة
الإنترنت دون أن يتمكنوا من معرفة ما تحمله من معدات.
خطف المعارضين وإعادتهم إلى سوريا
وكانت الحكومة اللبنانية أقرت بوقوع عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل أشهر، مؤكدة أن القضاء يتعامل معها.
وقال
رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في حديث تلفزيوني رداً على سؤال عن صمت الحكومة
حول "خطف معارضين سوريين"، إن "هذا الأمر حدث قبل عدة أشهر وقبل تشكيل
الحكومة الحالية".
وأضاف: "توجد وسائل لمتابعة الأمر. بيننا وبين
سوريا معاهدات ولجنة ارتباط عسكرية وضباط تنسيق مثل أي بلدين متجاورين"،
مشيراً إلى أنه بحث هذا الموضوع مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني -
السوري.
وتابع ميقاتي قائلاً: "توجد حالات فردية، ولكن لا يمكن
تعميم هذه الحالات والقول إن الوضع برمته غير مستقر. نعم حصلت بعض الحوادث
ولكن طابعها فردي".
وحول ما أظهره التحقيق من تورط البعثة
الدبلوماسية السورية في عمليات الخطف، قال: "القضاء يقوم بواجبه كاملاً في
هذا الإطار، ونحن ندعمه. ونقوم بكل الإجراءات القانونية المطلوبة".
وكان
المدير العام لقوى الأمن الداخلي قد أكد مؤخراً تورط السفارة السورية في
خطف المعارض شبلي العيسمي في مايو/أيار الماضي، وأربعة أشقاء آخرين، خلال
وجودهم في لبنان، بينما نفى السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم تلك
الأقوال.
وتشن المعارضة اللبنانية حملة عنيفة منذ أسابيع ضد الحكومة
على خلفية صمتها إزاء عمليات الخطف ومضايقات أخرى تحدث للمعارضين السوريين
في لبنان، مثل الملاحقات والتهديد، إلا أن ميقاتي أكد أن موقفه من الوضع
في سوريا هو "الحياد".
وأضاف: "نحن لسنا طرفاً في الموضوع، لا مع
ولا ضد. أريد أن أجنب بلادي أي كأس مرة. نحن نتصرف ضمن هدف الحفاظ على
وطننا وعلى السلم الأهلي، وما سوى ذلك أمر لا دخل لنا به".