قتل 17 سورياً بأيدي قوات الأمن والشبيحة
في حملات بأنحاء مختلفة من البلاد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في
حين أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم "شباب ثورة الحرية والكرامة"
تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية.
فقد أعلن ناشطون حقوقيون
سوريون أن قوات الأمن والشبيحة تدعمها قوات الجيش اقتحمت قلعة شيزر بريف
حماة وقتلت ثلاثة أشخاص بها. كما قتل عدد من الأشخاص خلال عملية أمنية
تدعمها قوات من الجيش السوري في بلدة خان شيخون بريف إدلب شمال غرب سوريا.
وقال ناشطون إن هذه العملية استهدفت البحث عن النائب العام لمدينة حماة
عدنان بكور الذي استقال من منصبه احتجاجا على قمع المدنيين.
وقد بث
ناشطون على الإنترنت تسجيلا صوتيا لبكور يروي فيه محاولة اعتقاله من قبل
قوات الأمن السورية، ويتحدث عن أربعة من مرافقيه قال إنهم سقطوا قتلى برصاص
الأمن والشبيحة في بلدة معرة حرمة بريف حماة.
وكان المرصد السوري
لحقوق الإنسان قد أشار إلى أن 15 شخصا أصيبوا في عمليات اقتحام في حي بابا
عمرو بمدينة حمص وسط البلاد. وفي تلبيسة بريف حمص قال المرصد إن شابا توفي
صباح أمس الأحد متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة الماضي.
ومن جهة
أخرى، قال مصدر رسمي سوري إن ستة ضباط قتلوا ومعهم ثلاثة مدنيين وجرح 17
آخرون في كمين نصبته مجموعة -وصفها المصدر الرسمي بالإرهابية- لحافلة
عسكرية بالقرب من محردة وسط البلاد.
المظاهرات الليلية تواصلت رغم القمع والاعتقالات (الجزيرة-أرشيف)
استمرار المظاهرات
ورغم
القتل والقمع والاعتقال الذي يقوم به عناصر الأمن والشبيحة مدعومين بالجيش
فإن المظاهرات الليلية تواصلت بهدف إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ففي
العاصمة دمشق انطلقت مظاهرات مسائية في كل من حي الميدان والزبداني، كما
انطلقت أيضا في مدينتيْ الكسوة وحرستا بريف دمشق مظاهرات تطالب بإسقاط
النظام.
كما انطلقت مظاهرات حاشدة مساء الأمس في كل من مركز مدينة
إدلب وبلدة جرجناز تطالب بالحرية وإسقاط النظام. وخرجت مظاهرات ليلية كذلك
في كل من منطقة الحراك والمسيفرة وإنخل بمحافظة درعا تطالب بإسقاط الأسد.
كما خرجت مظاهرة في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة ترفع نفس المطالب.
كما
خرج عدد من النسوة في مدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام
السوري، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا
لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات
تندد بممارسات النظام السوري.
كما بث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا
لتشييع بعض من قتل أثناء الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت في مدينة كرناز
وبلدة خان شيخون في إدلب؛ فقد أظهرت الصور تشييع آلاف من أهالي المدينتين
قتلاهم، وهم يرددون هتافات تندد بممارسات النظام وتطالب برحيله.
وبحسب
المرصد السوري، فإن مظاهرات ليلية سجلت في أحياء عدة من حمص، ولاسيما في
الخالدية وباب هود وباب السباع والقصور والبياضة، وقد عمدت قوات الأمن إلى
تفريق بعضها بالرصاص.
الناشطون بثوا تسجيلا صوتيا لعدنان بكور روى فيه محاولة الأمن اعتقاله
مجلس للثورة
وفي هذه الأثناء، أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم "شباب ثورة الحرية والكرامة" تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية.
وقال المعارضون إن المجلس يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وسيكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
وكشفوا
في بيان لهم أسماء عدد من أعضاء المجلس الممثلين لعدد من المدن والمحافظات
السورية. إلا أن البيان أحجم عن ذكر أسماء آخرين للضرورة الأمنية.
ويمثل
اللاذقية خالد كمال وأحمد السعيد، في حين يمثل أنس عيروط ومحمد الموسى
طرطوس وبانياس، بينما يمثل الحسكة والقامشلي محمد ملا رشيد وريناس. أما حلب
فيمثلها ياسر النجار وأحد شباب الحراك الثوري، فيما يمثل حمص حمزة الشمالي
ومروان الرفاعي وسامح الحمصي وحسام المرعى.
وقد مثلت حماة وريف
دمشق ودير الزور والسويداء بشخصين من الحراك الثوري في كل منها. ومثل دمشق
محمد علي عامر وأحد شباب الحراك الثوري، أما درعا فيمثلها مطيع البطين وشخص
آخر من الحراك الثوري، ويمثل القنيطرة عماد الدين رشيد ومحمد عناد سليمان،
والرقة فرج حمود الفرج وخالد هنداوي، وإدلب يمثلها صالح زكوان وأحد شباب
الحراك الثوري.
المتظاهرون السوريون يشيعون قتلاهم بشكل يومي (الجزيرة)
ويكيليكس
من
جهة ثانية، سلطت وثائق دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس الجمعة
الماضي، مزيدا من الضوء على أحداث الشغب التي اندلعت في الخامس من
يوليو/تموز عام 2008 في سجن صيدنايا العسكري القريب من دمشق.
وتشير
الوثائق إلى أن عددا من السجناء المحكومين بجرائم الإرهاب دربتهم السلطات
السورية وأرسلتهم لقتال القوات الأميركية خلال الحرب على العراق. لكن بعد
عودتهم أودعوا سجن صيدنايا مجددا حيث نفذوا عصيانا داخل أسواره، حسبما
تقوله الوثائق.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن الشرطة العسكرية استخدمت الأسلحة النارية لإخماد الشغب، مما أدى إلى مقتل 22 سجينا وفقدان 52 آخرين.
ومن
جهته، قال المستشار القانوني عبد المجيد منجونة للجزيرة إن الشرطة السورية
قطعت وقتها الاتصال بين المواطنين والسجناء في سجن صيدنايا، وحوصر السجن
بقوات أمنية كثيفة لمنع الأهالي عن السؤال عن ذويهم السجناء.
وأوضح
أن أجهزة الأمن بسوريا تخضع لتدريبات تنبني على الاستهانة بكرامة الإنسان،
وتعريضه لأقسى أنواع التعذيب للحصول على المعلومات، مشيرا إلى أن السجناء
في سوريا يتعرضون لمضايقات وتعذيب شديد، وأن هناك سجناء لم يعرضوا على
المحاكمة لسنوات.
وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف في سوريا خلفت
2200 قتيل على الأقل منذ منتصف مارس/آذار. ويقول ناشطون إنه تم اعتقال
أكثر من عشرة آلاف شخص.