قال القيادى الإخوانى عصام العريان إن مصر هى الفائز الحقيقى من هذه
الانتخابات، فخروج الملايين من المصريين للتصويت قد حقق أحد الأهداف
الأساسية للثورة بل وأكثرها أهمية، وهو بناء نظام ديمقراطى حقيقى بعد
التخلص من النظام القمعى أو أغلبه.
وأضاف العريان فى مقال له بصحيفة
"الجارديان" البريطانية إن المجلس العسكرى قد أوفى حتى الآن بتعهده بإجراء
الانتخابات وحمايتها، ويجب أن يستمر فى العملية حتى نهايتها ويقبل النتائج
وحقوق وصلاحيات البرلمان، فمن المستحيل لملايين المصريين أن يذهبوا إلى
مراكز الإقتراع ويصوتوا لبرلمان بلا صلاحيات. وذلك يجب أن يعلن المجلس
العسكرى تسليم السلطات التشريعية للبرلمان ويجب أن تقدم حكومة تسيير
الأعمال أى قانون جديد إلى البرلمان للموافقة عليه.
ودعا العريان
المجلس إلى ضرورة التأكيد أيضا أن أى حكومة لن تحظى بثقة البرلمان لن تكون
قادرة على البقاء، وأن تشكيل أى حكومة وبقائها ستحدده الأغلبية البرلمانية.
وشدد
القيادى الإخوانى كذلك على أهمية أن تعلن الأحزاب السياسية والمرشحين
المستقلين قبولهم لنتائج الانتخابات، على أن يكون أى اعتراض عليها من خلال
الآليات الدستورية والحفاظ على الهدوء فى الدوائر الانتخابية والشارع
المصرى.
ورأى العريان أن هذا من شأنه أن يبعث برسالة واضحة إلى
أولئك الذين يتربصون بمصر فى الداخل والخارج، مفاداها أننا بدأنا مرحلة
جديدة فى حياتنا السياسية وعلينا الالتزام بقواعد الديمقراطية وقبول إرادة
الشعب. سيكون هناك رابحون وخاسرون، لكن الفائز الوحيد الحقيقى هو مصر.
وتحدث
العريان عن شباب الثورة، وقال إنهم لا يزالون يحرسونها ويجب أن يتحملوا
مسئوليتهم رسمياً أمام البلاد والتاريخ. وتسليم السلطة للشعب سلمياً من
خلال صناديق الإقتراع هى أسرع الطرق وأكثرها أمنا لضمان عودة القوات
المسلحة إلى دورها الطبيعى.
وتابع قائلاً: "إن الانتخابات ليست
نهاية الطريق، بل هى بداية لطريق طويل وصعب لبناء الأمة، فتحقيق النهضة هى
المسئولية التاريخية الأكثر مجازفة وهو التحدى الذى يواجه مصر كدولة، وإما
أن نصبح كذلك أو لا نصبح، فالتاريخ لا يرحم".
وختم مقاله بالقول:
"إننا نثق فى كل قطاعات المجتمع المصرى وعزمهم على إعادة بناء البلاد
واستعادة دورها القيادى فى المنطقة. فنحن ننظر للمستقبل بأمل ويجب أن يستمر
المصريون فى صناعة التاريخ".