بيان الآية 159 من سورة النساء
أولا/حال ايمان أهل الكتاب بالمهدي قبل خروج الدابة
إن
القول بأن الخلافة ستقوم هو قول صحيح، دلت عليه أحاديث نبوية كثيرة، وحيث
أن هذه الأحاديث كلَّها صحيحةٌ أو حسنةٌ، وليس منها حديث واحد متواتر فإنه
لا يجوز الاعتقاد في هذه المسألة، فالقول إن المسلمين يعتقدون بأن الخلافة
ستقوم هو قول غير صائب، ذلك أن الاعتقاد لا يكون إلا بآية قرآنية أو بحديث
متواتر، وقيام الخلافة ورد في أحاديث صحيحة وحسنة ولكنها غير متواترة فلا
يجوز الاعتقاد بقيامها، وإنما نُصدِّقُ بقيامها تصديقاً غير جازم.
وعليه
كان لزاما تبين الآية 159 من سورة النساء لأدراك الحقيقة ومعرفتها من خلال
الأستنباط أي فهم ما يتضمنه باطن الآية ولأن المهدي المولود بروح عيسى ابن
مريم سيؤمن به أهل الكتاب قبل موته يجعلنا نستبط أن الخلافة لن تقوم لأن
المسلمين لن يؤمنوا بالمهدي كما بينت الآية وعليه فأن الأعتقاد يجب أن يكون
ببيان الآية والله اعلى واعلم. ومما يجعلنا على يقين ايضا هو مبدأ الزوجية
الذي يدل على أن أن كون النبي صلى الله عليه وسلم خليفة فأن المهدي لن
يكون خليفة استنباطا من المبدأ
(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا
لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ
عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (النساء:159)
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)
وخلاصة
اقول أن استنباط الآية 159 من سورة النساء يؤكد على عدم قيام الخلافة ،غير
أن ظهورالمهدي عند ايمان اهل الكتاب به وارد قبل موته وقبل نهاية 2012 م
موعد قيام الساعة ونفخة الصعق.
ثانيا/ايمان أهل الكتاب بالمهدي بعد خروج الدابة
في
حال خروج الدابة قبل ايمان اهل الكتابفأن الأستنباط سيكون مختلفا لأنه لما
وقع الرجز على فرعون وقومه سالوا موسى أن يدعو ربه ليكشف عنه الرجز فلما
كشف الله عنهم إذا هم ينكثون فوقع عليهم القول انتقم الله منهم واغرقهم في
اليم.
ولما سيقع القول على الناس سيخرج الله للناس دابة تكلمهم فيظهر
المهدي ويؤمنوا به اهل الكتاب وربما تقوم الخلافة أذا ماكان ذلك ممكنا
وربما لا تقوم الخلافة ثم ياجوج وماجوج ثم نفخة الصعق والله اعلى واعلم
والآيات تبين اكثر
عندما
وقع القول على فرعون وجنوده انتقم الله منهم واغرقهم وعندما سيقع القول
على الناس في زماننا سيخرج لهم الدابة تكلمهم ثم ياجوج وماجوج ثم نفخة
الصعق.
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ
دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا
لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)
(وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ
مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً
شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) (الاسراء:58)
ما ارسل الله في قرية من نبي إلا أخذ أهلها بالباساء والضراء لعلهم يتضرعون
(وَمَا
أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا
بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف:94)
(ثُمَّ
بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا
قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (لأعراف:95)
تاكيد سنة الله بأخذ الناس بالباساء والضراء
(وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) (الأنعام:42)
(َلَوْلا إِذْ
جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43)
(فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ
مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44)
هذه الآية تبين لنا سنة الله باخذ فرعون وقومه بالباساء والضراء" الرجز"
(وَلَمَّا
وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ
لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ) (لأعراف:134)
(فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) (لأعراف:135)
(فَانْتَقَمْنَا
مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا
بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (لأعراف:136)
وهذه الآية تبين أن القول يقع بسبب عموم وكثر الفسق فيدمرها الله تدميرا
(وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا
فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)
(الاسراء:16)
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر:68)
خلاصة فأن الخلافة في حال ايمان اهل الكتاب بعد خروج الدابة يمكن أن تقوم والله اعلى واعلم.
شرح اضافي
لما
وقع الرجز على فرعون وقومه سالوا موسى أن يدعوا الله ليكشف عنهم
الرجز،ولما كشف عنهم نكثواولما وقع القول على فرعون وقومه انتقم الله منهم
واغرقهمواستخلف الله موسى عليه السلام وقومه.وهي سنة الله كما دلت عليها
الآيات.
ووقوع العذاب الشديد والهلاك للناس في زماننا ّ الحرب العالمية
ومايحدث في الدول العربية ولربما متوقع أن يصيب الناس العافية وينكثون
وعندها سيقع القول على الناس في زماننا ويخرج الله لهم دابة تكلمهم فيؤمن
أهل الكتاب بالمهدي ولربما ستقوم الخلافة المهدوية"ربما كما تحمل المرأة في
بطنها تسعة اشهر أو سبعة" ثم ياجوج وماجوج ثم نفخة الصعق ربما قبل نهاية
2012 م الموافق ل 1434 هـ
وكل هذا ثابت بنص القرآن ذكرته والله اعلى وأعلم
(قَالَ
مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ
لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ
كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي
بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي
إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ
وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (لأعراف:137)