بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان كتاب قصص النساء في القران - لعبد
المنعم الهاشمي- من أجمل الكتب التي قرأت ، وقد احترت في أي قصة أسردها
عليكم لجمال هذه القصص ، فالبرغم من أن هذه القصص قد تكون معروفة للكثيرين ،
إلا أن أسلوب الكاتب كان مميزا للغاية يجعل القارئ لا يستريح حتى يكمل
صفحات هذه الكتاب
وقد أردت أن تكون القصة التي أسردها عليكم قصة عائشة أم المؤمنين لنحاول معا بعدها استخلاص العبر من هذه القصة
عائشة أم المؤمنين....قصة و عبرة
عائشة
أم المؤمنين هي أصغر زوجات الرسول (ص) و أحبهم إلى قلبه ، زٌفت إليه في
المدينة المنورة.فكانت نعمة الزوجة التي ملأت بيت رسول الله (ص) سعادة لما
لها من ذكاء وتقوى ورثتها عن بيت أبي بكر
ظلت الأيام تمر وعائشة من هنا إلى هنا ، لكن لا تسير الأيام على وتيرة واحدة ، وكان لابد للصعاب أن تظهر حتى جاءت حادثة الأفك
في
غزوة بني المصطلق خرج الرسول (ص) وصحب معه عائشة وكان من بين من خرج من
رجال المسلمين عدد من الذين عٌرفوا بالنفاق كعبد الله بن أبي سلول وغيرهم
لر غبتهم في أن يستفيدو من الغنائم لقرب المكان من المدبنة
وبعد أن
رفض بنو المصطلق دعوة المسلمين انقض عليهم المسلمون بضربة رجل واحد
فانهزموا شر هزيمة ، أمر بعدها الرسول (ص) بالرحيل ، فقامت عائشة حين أٌمر
بالرحيل ومشت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضت شأنها أقبلت إلى الرحيل ، فإذا
بها تلمس صدرها فلم تجد عقدها ، فرجعت تبحث عن عقدها ، لكن القوم ضنوها
عادت فحملوا هودجها ورحلوا
عادت عائشة فلم تجد أحد ، مكثت مكانها
حتى يمر عليها راجع إلى المدينة ، وبينما هي على هذه الحال إذا بصفوان بن
المعطل السلمي يلمح سوادا فقترب وإذا بها عائشة أصابته الدهشة و الذهول ،
فكان منه إلا أن قدم لها راحلته فركبتهاو أخذ بزمامهاوانطلق يحاول اللحاق
بركب رسول الله (ص) حتى أدركه
وعندما وصلت أم المؤمنين سألها (ص):
فيما تخلفك ياعئشة ؟. ، فأخبرته بما حدث معها وبما ان الرسول (ص) لم يعتد
غير الصدق من عائشة فصدقها ، لكن المنافقين ما إن رأوها مع صفوان حتى أخذوا
يرمونها بالكذب و يتهمونها في صفوان وفي شرفها
بلغ الحديث كل
المدينة ، إلا عائشة وظلت عائشة لا تدري ، إلا أنها أنكرت مالاحظته على
رسول الله من جفاء لم تعهده منه قبل ذلك، لكنها ظنت أنها مشاغل الدعوة و
الوحي هي سر جفوة رسول الله (ص)فطلب الاذن منه لتذهب لبيت والديها ، فأذن
لها رسول الله (ص)
وفي غفلة عائشة عما حدث وقبل أن يصلها الخبر خرج
رسول الله (ص) يحدث الناس فيحمد الله ويثني عليه ويشكر نعمته ثم يخاطب
الناس بالقول :" أيها الناس مابال الناس يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير
الحق ؟ و الله ما علمت فيهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل ، و الله ماعلمت
منه إلا خيرا ، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي." ا
احتبست
الدموع في أعين المسلمين واختلط عليهم الأمر وكادت تقع بينهم فتنة. فقرر
رسول الله (ص) أن يدعوا أبي طالب و أسامة بن زيد و يستشيرهما ، فأشار عليه
بن أبي طالب أن يسأل جاريتها ، فسأل الرسول (ص) الجارية ، فما كان منها إلا
أن تقول كل الخير في أم المؤمنين
وفي ليلة من الليالي خرجت أم
المؤمنين مع أم مسطح وهي أبنة خالة أبي بكر وفي طريقهما أخبرت أم مسطح
عائشة بما كان يٌشاع عنها في المدينة. أجهشت عائشة بالبكاء وعادت لوالدتها
تشكوا لها همها ...ومرت الأيام و إذا بالرسول الله (ص) يدخل على عائشة
وعندها أبوايها و إمراءة من الانصار ، فجلس (ص) ثم قال لها :" ياعائشة إنه
قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فتوبي إلى الله ، إن كنت قد قترفت سوءا
مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده" ا
عند
ذلك جف دمع عائشة و كأنها لا تشعر بما حولها وتوقف كل شيء إلا النظرات
التي راحت تمطر أبواها تنتظر كلمة تخفف عنها عبء هذه المواجهة ، فلم تجد
منها كلمة واحدة من شدة ما أصابهما من ألسنة الشياطين الذين رموا ابنتهما
... صرخت فيهما متسائلة : أبي أمي ألا تجيبان عني ؟
قال أبو بكر :
يابنية ، و الله ماندري بما نجيب ثم توجهت إلى الحبيب الزوج المجروح وقالت
في صوت واثق يختلط فيه الاصرار و الألم الشديد:" و الله لا أتوب إلى الله
مما ذكرت أبدا ، و الله إني لئن أقررت بما يقول الناس ، و الله يعلم أني
بريئة، لأقولن مالم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما يقولون ، لا تصدقونني."
ثم استطردت تقول :" ولكنني أقول كما قال أبو يوسف: فصبرا جميل و الله المستعان على ما تصفون" ثم سكتت ولم تتكلم.
مكث
الرسول بعدها (ص) في بيت أبي بكر برهة من الزمن حتى تغشاه الوحي فجلس
الرسول (ص) يمسح العرق ويقول أبشري ياعائشة فقد أنزل الله براءتك وتلاقوله
تعالى من سورة النور : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ
مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ
امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا
هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ
شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ
هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ
فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا
إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا
سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) ﴾.ولم يكتفي القران بتبرئة عائشة
بل أنزل عقوبة رمي المحصنات {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ
لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً
وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ} (4) سورة النــور.وقد طبقت هذه العقوبة علي من رددوا حديث
الإفك وهم مسطح بن أثافة، وحسان بن ثابت، وحمنه بنت جحش. فقد ضرب كل منهم
ثمانون جلدة. ومع الأيام عفا الرسول عن شاعره حسان كما طلب من الصديق
معاملة مسطح كما كان يعامله قبل حديث الإفك
عادت بعد هذه الحادثة
عائشة إلى بيت رسول اله (ص) كما كانت ،ومضت حياتها حافلة بالحب و الود
لرسول الله (ص) محظوظة بحب الحبيب المصطفى رسول الله (ص) حتى أنها قالت "
قال لي رسول الله (ص) :" إني لأعلم متى كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى"
فقالت عائشة : ومن أين تعرف ذلك. قال عليه السلام : " أما إذا كنت راضية
فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم " قالت
عائشة : صدقت يارسول الله و الله يارسول الله ، ما أهجر إلا اسمك".وقد كانت
عائشة تباهي ضرائرها بأن تردد على مسامعهن قول رسول الله (ص) : "حبك
ياعائشة في قلبي كالعروة الوثقى" . ا
وهاهو عمر بن العاص يقول : قلت
لرسول الله (ص) " يارسول الله ، من أحب الناس إليك ؟ قال عائشة ، قلت من
الرجال ؟ ، قال " أبوها " ، قلت ثم من ؟ قال عليه السلام : " ثم عمر بن
الخطاب " فعد رجالا." ا
عاشت عائشة باخلاصها وحبها حتى توفي رسول
الله (ص) في حجرها، فكانت بعد وفاته (ص)مرجعا أساسيا للمسلمين في الحديث و
السنة، وفقيهة المسلمين.خاضت معارك كثيرة في الفقه و التاريخ الاسلامي ،
حتى جاءتها المنية وهي في السادسة و الستين من عمرها
رحم الله عائشة
أم المؤمنين ، فقد ضربت مثلا في الشجاعة و الثقة لكل نساء المسلمين وخلفت
وراءها علما لا ينصب ، ينهل منه رجال المسلمين قبل نسائهم ، سلام على عائشة
في منازل الصديقين و الأبرار الأطهار. ا
للاشارة القصة ملخصة عن الكتاب وأي أخطاء لغوية موجودة فتنسب لصاحب الموضوع لأن الموضوع منقول
أعجبني فلأحببت ان افيدكم به
رمضانكم كريم
تحياتي سلااااااااااااام................