بسم الله الرحمن الرحيم
لحظة من فضلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعني أطرح عليك سؤالاً. من قلبي إلى قلبك...
و أقول لك فيه: هل سألتَ نفسكَ يوماً لِمَ .................؟؟!!
لِمَ خلق الله............؟
(
من الزهر ، من الورد، من الحجر، من الشجر، من الشوك، من الرمل، من الماء،
من النجوم، من البشر، من الكائنات ... أنواعاً تعجز عن حصرها؟؟!!.
هلْ سألتَ نفسك يوماً، لِمَ خلق الله كلَّ هذا التنوعِ في الحياة؟؟!!
دعني أوجه لك نفس السؤال و لكن هذه المرة إلى ذاتك.
لِمَ خلق الله فيك المشاعر و الأحاسيس متنوعةً؟!!.
حزنٌ .... ألم .... فرح .... سعادة .... حب .... كره .... تفاؤل .... تشاؤم .... و القائمة تطول.
لا تعجلْ على الجواب، أمنحْ نفسك خمس دقائق معي رجاءً و تأمل الآتي:
يحكى
قديماً أنَّ أمةً ممن كان قبلنا، كانتْ تقضي على المحكوم عليه بالإعدام
أنْ يشتهي نوعاً واحداً من الطعام أو الشراب يكون قوتاً له لا يأكل و لا
يشرب معه غيره.
فهل أدركتَ الآن بعد هذه الإضاءة قيمة و أهمية السؤال؟
أزيدك إضاءة أخرى تنير لك درب الجواب.
قال تعالى آمراً عبده نوحٍ: (( قلْنا احملْ فيها من كلٍّ زوجين اثنين )) هود 40.
تدبر
معي كلمةً واحدةً في تلك الآية ( كل ) و اسألْ نفسك، لِمَ أمره بأن يحمل
معه في الفلك من كلٍّ زوجين اثنين، مع أنه القادر سبحانه و تعالى على أن
يقول للشيء كن فيكون؟!!.
أليس هذا دليل على أهمية التنوع للحياة؟.
أزيدك إضاءة أخرى..
تأمل لِمَ سُمِّيَ البحر الميت بذلك؟!!.
لأنه و بكل بساطة لا تتنوع موارده و مصادره، لذا كان ميت الأحياء.
فهل أدركت الآن قصدي و مغزاي؟.
و بعد هذا كله لي عتبٌ رقيق عليك، عتبٌ كعتب الحبيب إلى حبيبه،:
لِمَ تصرُّ على تضييق الواسع؟
لمَ تصر على أن تكون لوناً واحداً و فيك كل الألوان؟
لمَ تصر على فهمٍ واحدٍ لمعانٍ متعددة، فتجعل من نفسك حبيسة و قد خلقها الله حرة طليقة؟؟
لِمَ تصر على الحزن و فيك الفرح؟
على اليأس و فيك الأمل؟
على التشاؤم و فيك التفاؤل؟
على قتل قلمك في غرضٍ محددٍ بينما يمكنه أن يتألق في مليون غرض غيره؟
فهل عرفت الآن سرَّ السؤال، و قيمة الجواب؟؟
ألمْ يقلْ ربُّ العالمين؟؟:
(( و من آياته خلق السموات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )) الروم 22.
و دمتم سالمين