الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر|

الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
said.k

مطور نشيط

مطور نشيط

معلومات إضافية
ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 81
الْعُمْر الْعُمْر : 29
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 610
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 08, 2011 4:18 am

في مقابلة عام 2004 أكد البابا بنديكت السادس عشر أن "أوربا تمثل وحدة ثقافية أكثر منها وحدة جغرافية" وأن جذور هذه الوحدة ضاربة في أعماق التربة المسيحية".

وعبر عملية استدعاء للحروب الدينية بين المسيحيين والمسلمين من بطون التاريخ، أضاف البابا أن "تركيا تتبع قارة ثقافية ووحدة حضارية أخرى، ومن ثم لا ينبغي الاعتراف بها في الاتحاد الأوربي".

إن هذه الفرضية من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات، فإذا كانت أوربا، بحسب تأكيدات البابا بنديكت، كيان حضاري يضرب بجذوره في المسيحية أكثر منها كيان جغرافي على الخارطة العالمية، فمتى ترسخ هذا المفهوم؟ وماذا تعني مسيحية أوربا في القرن الحادي والعشرين إذا أخذنا في الاعتبار وجود ما يزيد على 23 مليون مسلم على أراضيها، فضلا عن تراجع معدلات المواليد للأوربيين الذين يدينون بالمسيحية، أو على الأقل من خلفيات مسيحية؟ وهل يمكن القول، وفقا لطروحات أورابيا وأسلمة الغرب، أن القارة الأوربية تقف على أعتاب تحول ثقافي ديني غير مسبوق في مسيرتها الحضارية ولم تعهده على مدى تاريخها الممتد في ظل التزايد الكمي والكيفي للمسلمين على أرض القارة البيضاء؟



سقوط روما



هذه الأسئلة وغيرها كانت هي المحاور الرئيسة للدراسة التي نشرتها مجلة New English Review، عدد ديسمبر 2011، للكاتب والأكاديمي الأمريكي Richard L. Rubenstein تحت عنوان

(Islam and Christianity: The Roots of Europe's Religious Identity)

ينطلق "روبنستين" في مدارسته عن الهوية الدينية لأوربا باعتبارها كيان ثقافي موحد من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عندما طرقت الفكر الأوروبي آنذاك واحدة من أهم النظريات التاريخية المثيرة للجدل بشأن "جذور أوربا كقارة ثقافية ووحدة حضارية" على يد المؤرخ البلجيكي "هنري بيرين" (1862- 1935).

كان الاعتقاد التاريخي السائد في الذهنية الأوربية حتى ذلك الوقت هو أن البرابرة الجيرمانيين (أو التيتوننيين الذين استوطنوا المناطق المحاذية للإمبراطورية الرومانية وشكلوا مصدر إزعاج دائم لها ثم انتشروا بعد سقوطها في أغلب الأصقاع الأوربية وامتزجوا بالشعوب والسكان المحليين مثل الكلت والسلاف والرومان وغيرهم مشكلين الأساس المستقبلي لأمم أوروبا المختلفة) هم السبب الوحيد في سقوط روما وانتشار المسيحية (وليس لأسباب غيبية متمثلة في إرادة الرب لنصر دينه ودحض الوثنية الرومانية).

ظل هذا الاعتقاد الذي تبناه المؤرخ الانجليزي "إدوارد جيبون"هو السائد في الأوساط الفكرية الغربية حتى جاء المنظر التاريخي البلجيكي بطرحه الجديد الذي يرتكز على أن الغزاة الجيرمانيين في القرن الخامس الميلادي لم يكونوا معنيين بإسقاط الإمبراطورية الرومنية، بل بالانخرط في ثقافتها وتبني توجهاتها والدينية والفلسفية.

واستدل "بيرين" على هذا الطرح بأن الحضارة الرومانية المسيحية الموحدة "رومانيا" قد عاشت أمدا طويلا بعد ذلك على شاطئي البحر المتوسط.



دور الإسلام



أما السبب الأساس في سقوط الحضارة الرومانية، وفقا لنظرية "بيرين" فلا يكمن في الجيرمانيين كما أكد"جيبون" في كتابه الهام "تاريخ سقوط وأفول الدولة الرومانية" أو حتى في إرادة الرب، كما أكد بابوات العصور الوسطى، وإنما كان مرده هو: "الغزو غير المتوقع على يد الإمبراطورية غير المجهزة في القرن السابع الميلادي" (أي الفتوحات الإسلامية).

وبرغم الجدل الفلسفي الذي أثارته هذه النظرية، وبرغم عمليات البحث والتدقيق التاريخي الذي خضعت لها، إلا أنها تمثل -وفقا للدراسة- ثورة فكرية في ديناميكية التحول من العصور القديمة إلى الوسطى ثم إلى العصر الحديث، فضلا عن دورها المحوري في الفهم الأوربي الآني للجذور الدينية للهوية الأوربية.

وتؤكد الدراسة أيضا على قبول البابا بنديكت السادس عشر وتبنيه لفرضية "بيرين" الأمر الذي يتضح جليا في مقالته التي حملت عنوان "أوربا ومنغصاتها" (مجلة First Things، عدد 159، يناير 2006).

فظهور أوربا إذا كقارة ثقافية وكيان حضاري موحد، وفقا لطروحة "بيرين" لم يكن في القرن الخامس، وإنما تأخر إلى اللقرن السابع نتيجة لتعرضها للهجوم من قبل قارة ثقافية أخرى وكيان حضاري موحد آخر هو الإسلام.

ويضيف "بيرين" في معرض توصيفه للدور المحوري الذي لعبه الإسلام في تخليق أوربا المسيحية: "لولا الإسلام لما كان لإمبراطورية الفرنجة (التي انقسمت فيما بعد إلى ثلاث ممالك هي: فرنسا وألمانيا وإيطاليا) وجود، وبدون محمد لما اكتسب شارلمان (آخر أباطرة الفرنجة) هذه الكاريزما التاريخية".

إن تحول أوربا إلى ما هي عليه الآن ككيان ثقافي وحضاري متمايز لم يبدأ فعليا على الأرض إلا مع انطلاق الفتوحات الإسلامية وانهيار الإمبراطورية الرومانية المسيحية في الشمال الإفريقي تحت ظلال سيوف الجهاد الإسلامي ليدرك امبراطور القسطنطينية حينها أنه غير قادر على توفير الحماية اللازمة للباباوات، مما أدى في النهاية إلى وضع روما تحت حماية الفرنجة.

وبلغ التحالف بين حكام الفرنجة والبابوية ذروته بتقديس "شارلمان" كإمبراطور من قبل البابا "ليو الثالث" الأمر الذي يمثل -وفق الدراسة- نقطة تحول في صياغة الوحدة الثقافية الدينية للمسيحية الغربية التي اتسعت رقعتها الجغرافية والبشرية في أعقاب ثلاثة وخمسين حملة عسكرية أرسلها "شارلمان" لدحر مناوئيه الوثنيين.



الاحتكار المعرفي



وبرغم نجاح "الغزاة المسلمين" بعد عبورهم البحر المتوسط والتعمق في القارة الأوربية في دمج عناصر الحضارة الإغريقية واليونانية في إمبراطوريتهم، إلا أن الحضارة الإسلامية كانت تميل دائما للطبيعة الراديكالية مما جعلها تقوم بدور الحضارة الضاغطة والمناوئ العنيد للحضارة المسيحية.

فالإسلام والمسيحية جميعا يقومان على طروحة الحق المطلق المؤيد بالنصوص الإلهية ومن ثم، فكلاهما يعطي لنفسه الحق كاملا في إنزال أشد العقاب على المنشقين والمرتدين، ولذا شكل كل منهما سياقا اجتماعيا شاملا وعالما حقيقيا متكاملا لأتباعه.

وانقسم الصراع بين الإسلام والمسيحية إلى شكلين أساسيين: الصراع السياسي الذي أخذ الطابع العسكري (الجهاد / الحروب الصليبية) والصراع الدعوي الذي أخذ طابع الاحتكار المعرفي (الدعوة / التبشير).

وفي هذا السياق يشير "بيتر بيرجر" عالم الاجتماع الأمريكي وصاحب الإسهامات الكبرى في سوسيولوجيا المعرفة، إلى أن الصراع الذي بدأ عسكريا قد تحول إلى صراع معرفي.

فتقسيم الإسلام للعالم إلى دار للإسلام ودار للحرب يشير إلى الأماكن التي يمتلك فيها الإسلام الاحتكار المعرفي والأماكن التي لا تزال خارج منطقة النفوذ المعرفي الإسلامي والتي ينبغي ضمها للإمبراطورية الإسلامية سواء بطريق الدعوة "الغزو المعرفي" أو بطريق الجهاد "الغزو العسكري".

وكان ثمة توازي في استراتيجية الإمبراطوريتين الإسلامية والمسيحية لاستيعاب، أو ربما لاستعباد، الأقليات الدينية (أو المعرفية، كما تطلق عليها الدراسة أحيانا) التي تعيش على أراضيها والإفادة من كفاءاتها ومهاراتها العملية؛ فكانت الذمية هي الاستراتيجية الإسلامية لاستيعاب أهل الكتاب كمكون من مكونات الدولة.

ولم يختلف الأمر كثيرا حيال اليهود، الفئة الأكثر تعليما ونضجا بالقارة الأوربية آنذاك؛ فبرغم تأكيدات الكنيسة على أن المسيحية تمثل امتدادا عقائديا لليهودية، إلا أنها كانت حريصة طوال الوقت على تفنيد الدعاوى الدينية اليهودية، كما لجأت الدولة المسيحية إلى فرض أسوار العزلة المهنية والمجتمعية على اليهود حينا، بل وطردهم وقتلهم أحيانا.

والحقيقة أن الجالية اليهودية -كما تؤكد الدراسة- لم تكن هي الفئة الوحيدة المستهدفة من قبل المسيحية الغربية، إذ تعرضت شتى الأقليات الدينية إلى الامتهان والتعذيب، ومن ذلك عمليات التعذيب التاريخية التي رزح تحت نيرها الكثاريون على يد محاكم التفتيش.



أوروبا والفتوحات الإسلامية



إلا أن الاحتكار المعرفي المسيحي قد أخذ في التراجع والأفول على يد حركة الإصلاح الديني وبسبب الحروب العاتية التي دارت رحاها بين الكاثوليك والبروتستانت، لينهار بعد ذلك تماما على يد الثورة الفرنسية وأفكار عصر التنوير لا سيما فكرة المساواة بين جميع المواطنين أمام الدولة والتي أكد عليها الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو في عقده الاجتماعي.

وبالرغم من محاولة الكنيسة الالتفاف على هذه المساواة، وبالرغم من مناصبتها العداء لليهود، إلا أن اليهودية ظلت أقل خطورة على الدولة المسيحية من الإسلام لإنها كانت أقل قوة ودافعية في تحويل المجتمع المسيحي دينيا.

ومع انحسار الموجة الامبريالية في منتصف القرن العشرين لم يعد الخطاب الفكري يدور حول الإسلام والغرب، وإنما تحول للحديث عن لإسلام في الغرب، وزاد الموقف تعقيدا ارتفاع معدل المواليد المسلمين مقارنة بغيرهم داخل القارة البيضاء بصورة جعلت ثمة هاجس بشأن أسلمة أوربا مع نهاية القرن الحادي والعشرين.



العلمانية الأوروبية



ويتساوق مع هذا الانتشار الكمي للإسلام في الغرب المسيحي، الانتشار الكيفي الذي يقوم على استغلال المسلمين لمناخ الحريات بأوربا والطبيعة العلمانية للنظم السياسية والمجتمعات الأوربية، فضلا على دستور الاتحاد الأوربي الذي يعتبر أي ذكر لكلمة "الله" أو "المسيحية" تعديا على حقوق الأقليات الدينية التي تعيش بالغرب وانتهاكا للنظام السياسي العلماني الذي لا يمثل الدين فيه قيمة كبرى.



إلا أن الوضع يختلف تماما في السياق الإسلامي، إذ يزداد الاحتكار المعرفي للدين الإسلامي في الدول الإسلامية بسبب سياسات الانغلاق التي تنتهجها النظم الحاكمة بهذه الدول؛ فالمملكة العربية السعودية، مثلا، تمنع الممارسة الدينية العلنية على أراضيها لأي دين خلا الإسلام، فضلا عن عقوبة القتل للمرتدين عن الإسلام إلى المسيحية أو غيرها من الديانات.

أما على مستوى الإسلام في أوربا، فإن قادة الجالية المسلمة، وفقا للدراسة، لا يألون جهدا في الإعلان صراحة عن استراتيجياتهم وأجنداتهم المستقبلية التي لا تعتمد سياسات الاندماج في المجتمع الأوربي العلماني، أو حتى استغلال سياسات الانفتاح في هذا المجتمع وطبيعته العلمانية لإقامة حضارة دينية موازية، بل على توظيف الحرية الدينية التي يكفلها النظام السياسي في أوربا لإقامة صرح مملكتهم الثيوقراطية على أنقاض المؤسسات العلمانية الغربية.

وتخلص الدراسة إلى أن السيناريو التاريخي لسقوط روما يعيد نفسه الآن على المسرح الأوربي؛ لقد كان السبب الرئيس لسقوط الامبراطورية الرومانية على يد"الغزاة المسلمين" في القرن السابع، بحسب "بيرين، هو جهل الرومان بطبيعة وأهداف مناوئيهم من المسلمين؛ واليوم تبدو أوربا، بحسب هذه الدراسة، وكأنها تترنح مرة ثانية، وربما أخيرة، تحت وطأة ذات الجهل بأهداف واستراتيجيات الجهاد الإسلامي ضد الحضارة الأوربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
marwane02
marwane02
كبير مطورين

كبير مطورين

معلومات إضافية
ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1165
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 610
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 08, 2011 7:42 pm

السلام عليكم

شكرا لك على الطرح .. بارك الله فيك

تقبل مروري

الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 890570586
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
Youth

مشترك بمسابقة

مشترك بمسابقة

معلومات إضافية
ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1500
الْعُمْر الْعُمْر : 27
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 127
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 09, 2011 1:46 pm

بارك الله فيك
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 890570586
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
جوجل نت

مطــور جـديـد

مطــور جـديـد

معلومات إضافية
ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 24
الْعُمْر الْعُمْر : 36
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية 45o10
الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 09, 2011 6:39 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام والمسيحية.. جذور الهوية الدينية الأوروبية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» الإسلاميون.. وإمكانية بناء الهوية من خلال التنمية والعدالة» CNN : روسيا تنتقد العقوبات الأوروبية على سوريا » مباريات اليوم من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية» هل الإسلام يساوي بين الرجل والمرأة ؟؟؟؟؟؟» الإسلام وعلاقة الشعوب بالحكام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شركة تطوير ويب :: المنتديات العامه ::   :: قسم الدين الاسلامي الحنيف-