موضوع: مسيراتٌ ضخمة تطلب العدالة بإسرائيل الأحد ديسمبر 11, 2011 10:11 pm
مسيراتٌ ضخمة تطلب العدالة بإسرائيل
طفل يرفع لوحة كتب عليها "الشعب ضد الحكومة بما أن الحكومة ضد الشعب" (الفرنسية)
تظاهر مساء أمس السبت مئات الآلاف في مسيرات عمت إسرائيل اعتبرت من بين الأضخم في سبعة عقود، وجاءت لتؤكد أن زخم الاحتجاج على غلاء المعيشة لم يخبُ بعد.
وتحدث المنظمون والصحافة الإسرائيلية عن أكثر من أربعمائة ألف متظاهر، فيما أقرت الشرطة بثلاثمائة ألف على الأقل.
ورفع المتظاهرون –الذين ساروا في مختلف المدن الإسرائيلية وبينها تل أبيب- مطالب باتت مألوفة منذ بدأت حركة الاحتجاج في مايو/أيار هناك، ومنها زيادة موازنات قطاعات التعليم والصحة وخفض الضرائب وتوفير مساكن أرخص.
وهاجم كثير من الشعارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أكد أمس -على لسان متحدث باسمه- أن الحكومة ستتقيد بالميزانية التي رسمتها لنفسها.
ووصف أحد الشعارات إسرائيلَ بـ"أرض السمن والعسل لكن ليس لأيٍ كان"، وتحدث آخر عن "جيل كامل يريد مستقبلا له"، بينما خاطب ثالث الحكومة "خذوا صدقاتكم وامنحونا العدالة الاجتماعية".
وقال رئيس الاتحاد الوطني للطلبة الإسرائيليين إيتزيك شمولي إن "إسرائيل لن تكون بعد اليوم كما كانت من قبل".
وقال أوري متوكي -وهو أحد منظمي الاحتجاجات- من جهته "لقد صغنا مطالب محددة جدا في ما يخص الزيادات الواجب القيام بها في الموازنة، في قطاعات السكن والتعليم والصحة، لكن لم يُتخذ ولا إجراء واحد ملموس".
معلقون إسرائيليون اعتبروا مظاهرات أمس لحظة فارقة في تاريخ إسرائيل (الفرنسية)
زخم لم يخبُ وبعد تجمع ضخم في السادس من الشهر الماضي، بدا أن الحركة الاحتجاجية خبت بعض الشيء حتى إن معلقين سياسيين تساءلوا عما إن كانت قد بلغت أوجها، خاصة في أعقاب هجماتٍ قرب إيلات أوقعت تسعة قتلى إسرائيليين.
وعلى الرغم من معدلِ بطالة منخفض نسبيا، ومن نموٍ اقتصادي مطرد، يشعر إسرائيليون كثيرون أنهم محرومون من المنافع التي يفترض أن تترتب عن ذلك، بسبب اللوبيات الاقتصادية والفوارق في المرتبات، خاصة من ينتمون منهم إلى الطبقة الوسطى التي تتحمل عبأين رئيسيين: الضرائب والخدمة في الجيش.
وقال منظمو الاحتجاجات إنهم سيعلقون حركتهم ريثما ترفع تقريرَها لجنةٌ عينها نتنياهو سابقا للنظر في مطالبهم.
لحظة تاريخية وكان المنظمون يأملون مسيرات يشارك فيها مليون شخص على الأقل، لكن وعلى الرغم من أن عدد من تظاهر أقل بكثير مما كان مرجوا فإنه اعتبر لدى البعض لحظة تاريخية في بلدٍ عدد سكانه 7.7 ملايين نسمة، وتقتصر المسيرات الضخمة فيه عادة على مواضيع الحرب والسلام.
وقال معلقون إسرائيليون إن الحركة الاحتجاجية قد تركت أثرها بعد أن نجحت في فرض موضوع الاقتصاد على أجندةٍ سياسية تسيطر عليها القضايا الأمنية والدبلوماسية.
وحظيت احتجاجات أمس بتغطية واسعة في الصحافة الإسرائيلية، ووصفتها هآرتس مثلا بـ"لحظة الحقيقة"، وتحدثت عن "أجندة سياسية جديدة" في إسرائيل، بينما عنونت يديعوت أحرونوت نقلا عن أحد الشعارات المرفوعة "هذه معجزة صيف 2011".
وبدأت الاحتجاجات في مايو/أيار عندما شرع بعض المتظاهرين -وكانوا في الغالب طلبة- في نصب خيام في أحياء تل أبيب الراقية، للفت الأنظار إلى عجزهم عن تأمين مساكن رخيصة، قبل أن يتحول الأمر إلى حركة شملت عموم إسرائيل، وكان محركها أبناء الطبقة الوسطى، الذين استلهموا بعض أفكارهم من وحي الثورات العربية.