[b]
الحمد لله الوهاب للمؤمنين سبيل الصواب والصلاة والسلام على سيدنا محمد الزاجرعن الاذناب الحاث الى طلب الثواب
وبعد :
]فقبل
الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نصحح لك الآية الكريمة، وهي قوله
تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ
وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ
مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {النور:35} [/size]
[size=21]وأما
تفسير الآية الكريمة فنلخصه لك من تفسير البغوي كما يلي: الله نور السموات
والأرض، قال ابن عباس: هادي أهل السموات والأرض، فهم بنوره إلى الحق
يهتدون، وبهداه من الضلالة ينجون.. قوله تعالى: مثل نوره أي: مثل نور الله
تعالى في قلب المؤمن وهو النور الذي يهتدي به.. كمشكاة، وهي الكوة التي لا
منفذ لها، فإن كان لها منفذ فهي كوة.. فيها مصباح أي: سراج، أصله من الضوء
ومنه الصبح، ومعناه: كمصباح في مشكاة، المصباح في زجاجة، يعني القنديل..
ثم
وصف الزجاجة فقال: الزجاجة كأنها كوكب دري.. أي شديد الإنارة، نسب إلى
الدر في صفائه وحسنه، وإن كان الكوكب أكثر ضوءا من الدر لكنه يفضل الكواكب
بضيائه.. يوقد من شجرة مباركة زيتونة، أي: من زيت شجرة مباركة..
قوله
تعالى: لا شرقية ولا غربية، أي ليست شرقية وحدها حتى لا تصيبها الشمس إذا
غربت، ولا غربية وحدها فلا تصيبها الشمس بالغداة إذا طلعت، بل هي ضاحية
الشمس طول النهار، تصيبها الشمس عند طلوعها وعند غروبها، فتكون شرقية
وغربية تأخذ حظها من الأمرين، فيكون زيتها أضوأ.. يكاد زيتها، دهنها يضيء
من صفائه ولو لم تمسسه نار، أي قبل أن تصيبه النار، نور على نور، يعني نور
المصباح على نور الزجاجة.. قوله عز وجل: يهدي الله لنوره من يشاء، قال ابن
عباس رضي الله عنهما: لدين الإسلام، وهو نور البصيرة، وقيل: القرآن. ويضرب
الله الأمثال للناس، يبين الله الأشياء للناس تقريبا للأفهام وتسهيلاً لسبل
الإدراك، والله بكل شيء عليم..
والله أعلم