ذهب الربيع ففي الخمائل وحشة
مثل الكآبة من فراقك فينا
لو دمت لم تحزن عليه قلوبنا
و لئن أضعنا الورد و النّسرينا
فلقد وجدنا في خلالك زهرة
المفترّ و الماء الذي يروينا
و نسيمة السّاري كأنفاس الرّضى
و شعاعه يغشى المروج فتونا
حزت المحاسن في الربيع و فقته
إذ ليس عندك عوسج يدمينا
***
يا أشهرا مرّت سراعا كالمنى
لو أستطيع جعلتكنّ سنينا
و أمرت أن يقف الزمان عن السّرى
كيلا نمرّ بساعة تبكينا
و نمدّ أيدينا فترجع لم تصب
و تعود فوق قوبنا أيدينا
خوفا عليها أن تساقط حسرة
أو أن تفيض لواعجا و شجونا
قد كنت خلت الدّهر حطّم قوسه
حتّى رأيت سهامه تصمينا
فكأنّما قد ساءه و أمضّه
أنّا تمتّعنا بقربك حينا