النية الذكية
انطلاقاً من قول يحيى ابن أبي كثير :
( تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل )
تأتي فكرتنا الـ صغيرة جداً جداً ،
التي بإمكانها أن تقلب حياتنا جداً جداً
ألا وهي :
” الــنـيـة الـذكـيـة
وهي تعني أن نحتسب الأجر عند أدائنا للأعمال الروتينية !
أو بمعنى آخر
” تحويل العادات إلى عبادات “
لأن صلاح القلب بصلاح العمل ..
وصلاح العمل بصلاح النية ()
وبذلك نحصل على الكثييير من الحسنات التي نحتاجها في
(يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )
أمثـــلة :
(1)
النوم ..
عمل يومي ضروري كلنا نستمتع فيه
فجميعنا نحتاج أن ننام ،
لكن الفرق أني أستطيع أن أنام بحساب أجر مفتوح حتى أستيقظ !
كل ما علينا أن نفكر ونحن نغمض أعيننا :
يا ربّ اجعل نومنا راحة للبدن الذي سيعمل لأجلك ..
يطيعك ويعبدك كما تحبّ
(2)
دورة المياه ..
المحطة المتكررة كلّ يوم !
فيها العديييد من الفرص لاكتساب الأجر ،
{يحبّ المتطهرين} = كل مرة نستحم مأجورين
الوضوء = مع كل قطرة تُغسل ذنوب
” غفرانك “ = نشكر الله بعد كل دخول للخلاء ، فيبارك لنا الله في النعم !
وبالتأكيد النيات غير مصورة هنا ..
نحتاج أن نفكّر فقط .
(3)
الطعام حاجة ضرورية للإنسان ،
وتتدرج في الأهمية ..
من الوجبات الرئيسية حتى الحلويات والمشروبات ،
فما رأيكم أن نحتسبها كلها لله ؟
بحيث أن هذا الطعام يقوينا ويعيننا على إرضاء الله عزّ وجلّ ،
والمؤمن القويّ كما تعلمون ..
خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف ،
فلنبني أجساد وعقول تصنع حضارة مشرقة في المستقبل القريب بإذن الله ()
..
ولاننسى الأجر طبعاً ؛)
.
(4)
الثياب ..
مستحيل أن يتحرك الإنسان بدونها !
أو بالأخص ..
هي الفقرة المفضلة للجنس الناعم
وبما أننا أكثر من يستخدم حديث
“إن الله جميل يحبّ الجمال “
فلن لنجد صعوبة بأن نتذكرأن هيئتنا المرتبة والأنيقة هي لأجل الله عزّ وجل ،
سواءاً كنّا في الجامعة ،
أو في المناسبات ،
أو حتى في السفر !
فلا أحد يستطيع أنيمثل دين الإسلام الصحيح بشكل صحيح إلا المسلمين طبعاً ،
والأناقةتكتمل حين يكون اللباس المناسب للشخص المناسب في المكان المناسب ..
وهذا يتضمن بالتأكيد كل ما هو محتشم وراقي ،
يعكس أخلاق الشخص واحترامه لنفسه،
ومع كل قطعة نختارها ..
نجدد النيّة لذلك
(5)
القراءة
تبني الثقافة في مختلف المجالات ،
حتى لو كان الشخص لا يستهويها ..
إلا أنه مثلا مضطر بعض الأحيان لقراءة المناهج الدراسية لأجل الاختبار
..
وحتى رسائل الجوال ،
والماسنجر والعديد من الأشياء التي لا يفهمها الإنسان إلا بقراءتها !
فلو نوينا أننا نقرأ لنرفع الجهل عن أنفسنا ،
ونتميز عن الجهلاء
كما قال تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ؟
حتى درجاتهم مختلفة عند الله في الدنيا والآخرة !
والقراءة هي غذاء الروح ،
بالضبط مثل ما يكون الطعام غذاء البدن ..
فـ من لا يأكل يموت من الجوع ،
ومن لا يقرأ يموت من الجهل ..
ويضيع في ظلامه !
(6)
الإنترنت ..
وبصفتي أقضي ساعات على جهازي الجميل ككل شباب هذا الجيل ،
فكّرت ..
كيف يمكن أن أجد الأجر هنا ؟
وجدت أني أستطيع أن أشترك في مواقع ومجموعات بريدية مفيدة ،
أو أن اختار مقطع لمحاضرة ممتعة من اليونيوب ..
وأعتبرها مجلس ذكر ،
أو أن أتواصل و أسدي خدمة لأحد “متوهق”
من الأقارب والأحباب والأصحاب ،
..
والكثيير من الامور التي تجرّ الأجور !
وبذلك أصيب عصفور الأجر وعصفور العمل بحجر النية
.
(7)
كل مكان يحتاج مال ،
وقد اخترت المحفظة لهذه
” النية الصديقة “
لأن استخداماتها أصبحتأكثر من
مجرد حافظة للنقود ..
ففيها بطاقات الهوية ،
ومفتاح المنزل ،
والعديد من الأشياء
التي تجعلنا نفتحها كثيراً ،
ونستطيع أن نستفيد من هذا الاستخدام المتكرر لها بأن نجعلها تذكرنا
أننا كلما دفعنا لمشتريات وحاجيات قد لا تكون ضرورية ..
يكون هناك مساكين لايجدون قرشاً يشترون به ،
وكلما أخذنامفتاح المنزل لنفتحه باطمئنان ..
يكون هناك مسلمين لا يجدون لهم لا مأوى ولا أمان ..
إمالفقر أو حرب،
وكلما خرجنا مع أهلناأوأصدقائنالنستمتع ..
هناك من لا يجد له أسرة ولا صديق وفي يشاركهم حياته !
فـلنحمد الله كثيراً ،
ولنتصدق كثيراً ،
ولنحتسب أكثر في كلّ مرة !
لأن الغنى هو غنىالنفس وغنىالأخلاق ورصيدالحسنات
..
ليس أبداً مال أو مظهر أو ماديات !
بعد كلّ هذه الأمثة التي لم تستغرق مني سوى دقائق من التأمل .. لازلت متأكدة من أنّ هناك المزيد لديكم بالطبع !
فلنفكّر معاً ونصنع نيّات ذكيّات نعلقها لتذكرنا دائماً بتجديد النية ،
وهكذا00
عندما نعتني بتفاصيل أيامنا ،
نجد أن حياتنا أصبحت راقية وعلى مستوى رفيع من الإنجازات
لأن القاعدة الذهبية للسعادة = عمل + أجر
--
OoO سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه OoO