معلومات العضو مشارك في المسابقة مطور خارق
معلومات إضافية الْمَشِارَكِات : 488 الْعُمْر : 29 | موضوع: شرح التذكرة في علوم الحديث - الحديث المدرج السبت ديسمبر 10, 2011 6:26 pm | |
| والمدرج: وهو زيادة تقع في المتن ونحوه، هذا أيضا نوع من أنواع علوم الحديث، وهو غالبا يتعلق بالمتن،؛ لأن الإدراج غالبا يتعلق بالمتن، هذا النوع من أنواع علوم الحديث معناه: أن يضيف الراوي لفظة أو أكثر على الحديث وليست منه، فهنا قول المؤلف: وهو زيادة تقع في المتن، هذا فيه قصور، المفروض أن يكون: زيادة تقع في المتن من بعض الرواة،؛ لأن الزيادة التي تقع في المتون أحيانا تكون زيادة ثابتة وصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي المعروفة بزيادة الثقة، لكن هنا زيادة من بعض الرواة يعني: أن الراوي يضيف لفظا أو أكثر على الحديث الذي يرويه وليست من الحديث، سواء كانت في أول المتن أو في أثنائه أو في آخره. عندنا مثلوا قالوا: قول جاء في الحديث الذي في الصحيح، في حديث أبي هريرة مرفوعا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-: « أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار »1 قالوا: أسبغوا الوضوء، هذه ليست في حديث أبي هريرة، لا شك أنها ثبتت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن من غير حديث أبي هريرة، أما من حديث أبي هريرة قالوا: هذه غير ثابتة، وإنما هي من كلام الراوي، أدرجها على أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأصل الحديث: « ويل للأعقاب من النار »1 لكن أبا هريرة قال في أوله: « أسبغوا الوضوء »1 قال: سمعت أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول: « ويل للأعقاب من النار »1 فهذا فيه إدراج. كذلك مثلوا له بقول النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث ابن مسعود: « الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يعجبه التوكل »2 قالوا: (وما منا إلا) هذه مدرجة، ليست من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام-، وإنما هي من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الإدراج في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- كثير منه إنما يتبين براويات الحديث، وذلك أن العلماء إذا وقع لهم الحديث جمعوا طرقه وألفاظه، فإذا جمعت الطرق والألفاظ تبين من خلالها أن الحديث مدرج، كما مثلوا في حديث نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشغار، والشغار: هو أن يزوج الرجل موليته أو أن يزوج رجل ابنته على أن يزوجه ابنته، قالوا: تفسير الشغار هنا ليس من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام-، إنما هو من كلام نافع راوي الحديث عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالوا: دل على هذا أن العلماء لما تتبعوا طرق الحديث وجدوا فيها أن الراوي عن نافع، وهو عبيد الله يقول: فقلت لنافع: ما الشغار؟ قالوا: بطرق الحديث تبين أن هذه اللفظة مدرجة، وهذا عامة ما يقع في الأحاديث، أنها تستبين الإدراج من تتبع الحديث من طرقه الأخرى، إذا تتبع الحديث وجدنا أن الراوي إما أن يصرح أحد الرواة بالإدراج ممن، وإما أن يستبين بكثرة الروايات أن بعض الرواة وهم فأدخل هذه اللفظة على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-. ذكر بعض العلماء أن الإدراج تارة يظهر من الحديث، ولو لم يكن بتتبع الطرق أو تصريح الراوي، الراوي تارة يصرح وتارة نعرف من خلال تتبع طرق الحديث، كما قال ابن مسعود: « من مات لا يشرك بالله شيئا، من مات لا يدعو من دون الله ندا، من مات يدعو لله ندا دخل النار »3 هذا قول النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال ابن مسعود: وكلمة أقولها ولم أسمعها: ومن مات لا يدعو لله ندا دخل الجنة، قالوا: هذا تصريح من ابن مسعود، لكن هناك نوع يقولون: إنه يعرف مباشرة؛ لامتناع أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله، أو أن الحال تمنع من كون النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قاله، قالوا: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « للمملوك أجران ـ للمملوك المسلم أجران ـ والذي نفسي بيده، لولا الحج والجهاد وبرّ أمي لأحببت أن أكون مملوكا »4 قالوا: هذا ولو لم نتتبع طرق الحديث؛ لأن الحديث جاء مبينا في روايات أخرى، يعني: جاء بيان القائل وأنه أبو هريرة، لكن قالوا: أن هذا من النظرة الأولى عليه تبين أنه يستحيل أن يكون النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال ذلك؛ لأن أمه ماتت وهو صغير، ثم إن بعض العلماء قال أيضا: هذا مستحيل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتمن الرق، مع كون الله تعالى شرفه بالنبوة والرسالة . هذا هو معنى الإدراج، بعد ذلك المؤلف قال: وهو زيادة تقع في المتن ونحوه، يعني: ونحوه إنما قال: ونحوه؛ لأن هناك أنواعا قليلة تدخل هاهنا كأن يكون الراوي قد سمع الحديث من جماعة من الرواة، فيسوق حديثهم على أنه لفظ واحد، أو يروي أحاديث مختلفة بطرق ثم يجمعها في إسناد واحد، قالوا: هذا نوع إدراج، لكن هذا لقلته، ولكونه يدخل في علوم أخرى يعني: قليلا ما يذكره العلماء في مثل هذا؛ ولهذا المؤلف أشار إليه إشارة بقوله: ونحوه |
|