هكذا كان تعظيم السلف للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبتهم له ، فالأصمعي فسر كلمة شنن بالغليظ الخشن ، فلما قيل له أن هذه الكلمة وردت في صفة كف النبي صلى الله عليه وسلم ، تراجع وتوقف عن تفسير الحديث وأقر أن أخطأ في تفسير الكلمة ، لأن الخشونة لا تكون محمودة ولا تليق بخلقة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت كفه ألين من الحرير وكان أحسن الناس خلقة وأجملهم على الإطلاق ، فلذلك علم الأصمعي أن تفسير الشنن بالغليظ الخشن لا يصح . لأنه كفه صلى الله عليه وسلم لا يصح وصفه بذلك ، فخاف بعدها من تفسير الحديث حتى لا يقع في تفسير كلمة من كلمات النبي صلى الله وسلم بالخطأ . فرضي الله عن سلف الأمة الصالح ، فقد كانوا يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم بحق ، ويعرفون قدره . لا كأبناء اليوم من الأمة التي بعدت كل البعد عن هديه وسنته وتعظيم أمره ونهيه ، ويقدمون الأهواء والآراء على قوله وفعله .. وقد رأينا وسمعنا ممن ينسب نفسه إلى العلم والدعوى كيف يفسرون الأحاديث حسب أهواءهم الضالة وأمزجتهم المنحرفة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .