علم اليوم السابع من مصادر سورية فى دمشق، أنه تم تحديد موعد زيارة الدكتور
نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد غد الأربعاء، وهو
الموعد الذى تم الاتفاق عليه خلال اجتماع العربى أمس الأحد بمندوب سوريا
الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد، والتى كانت قد تقررت بناء على
تكليف من وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ منذ عشرة أيام، لتكون
بذلك ثانى زيارة يقوم بها العربى لدمشق منذ توليه منصب الأمانة العامة فى
يوليو الماضى.
وقال المصدر إن الزيارة ستتم وفقا للشروط التى وضعها نظام بشار الأسد أمام
العربى – والتى يرفض المسئول السورى تسميتها بشروط بل وجهة نظر ورأى خاص
بالنظام، موضحا أن المسئولين السوريين سيستقبلون العربى بصفته الأمين العام
للجامعة وليس مبعوثا خاصا من الدول العربية.
كما نبه المسئول الى أن زيارة العربى ستقتصر فقط على دمشق ومقابلة
المسئولين السوريين والرئيس بشار الأسد ولن تمتد الى جولة بالمدن التى تشهد
احتجاجات شعبية واشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، للاطلاع على الواقع، كما
لن يلتقى إلا النظام الرسمى ولن يستمع الى نشطاء سياسيين أو معارضين.
ولفت إلى أن هذا الشكل لزيارة العربى طرحه النظام السورى من خلال مندوبه
الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد، والأمين العام قبل بالزيارة على
هذا النحو، وبالتالى فإن الجانب السورى يرحب بالعربى فى دمشق، نافيا أن
يكون هناك مبادرات عربية سيحملها العربى فى اجندته الى دمشق قائلا "اصلا
لاتوجد مبادرة عربية لحل الأزمة وكل هذا هو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامى".
وتخالف الشروط التى طرحها النظام السورى لزيارة العربى لدمشق بيان الجامعة
العربية الذى صدر بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب والذى سجلت سوريا تحفظها
الرسمى عليه بمذكره رسمية أرسلتها الى جامعة الدول العربية، وكان البيان
قد أعرب عن القلق من جراء اعمال العنف فى سوريا وطالب النظام بالإستجابة
لمطالب الشعب المشروعة، وقرر ايفاد العربى كمبعوث للجامعة حاملا معه مبادرة
عربية لحل الأزمة لعرضها على الجهات السورية.
وعبرت بعض الأوساط الدبلوماسية العربية عن خشيتها من هذه الزيارة المشروطة
حيث توقع البعض أن يقوم النظام السورى باستغلال هذه الزيارة فى الترويج
لشرعيته التى تعانى أزمة منذ اندلاع الإحتجاجات الشعبية فى سوريا منذ مارس
الماضى، وأن تكون هذه الزيارة مثل سابقتها يتم استغلالها كغطاء لأعمال
العنف التى يقوم بها الأمن والجيش السورى ضد الشعب والمجازر التى أرتكبت فى
درعا وحماه.
وكان العربى قد أعلن أول أمس فى مؤتمر صحفى أنه تلقى ترحيبا سوريا بزيارته
لدمشق وأنها ستتم خلال هذا الأسبوع دون الإفصاح عن موعدها كما لم يذكر أى
شروطا سورية للزيارة وقال حول تحفظ سوريا على البيان "من حق أى دولة عربية
التحفظ على البيان".