يعجبني
صبر محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا
السابق، وثقته في نفسه وعدم الاستسلام لادانته بواسطة لجنة الاخلاق بالفيفا
، التي اوقفته مدى الحياة بتهمة محاولة رشوة أعضاء بعض اتحادات الكونكا
كاف إبان الانتخابات الرئاسية للفيفا ، في عقوبة هي الاقسى والاعنف في
تاريخ الفيفا علي مسئول بهذا الحجم والمستوي القيادي ، ولكن لا يعجبني
أسلوبه التقليدي والروتيني والبطيء جدا في الدفاع عن نفسه، من خلال آليات
الفيفا، الذي يعلم جيدا أنه مغرض ومتآمر في تحقيق العدالة وإقرار حق المتهم
في الدفاع عن نفسه،وأن بلاتر لن يسمح بتبرئته او استعادة مكانه ومكانته ،
لان ذلك يعني اهتزاز عرش الفيفا تحت أقدامه في وقت مازالت الشكوك تحيط به
بدون أدلة دامغة تطيح به، كما أطاح هو ببن همام.

ولم يستمع بن همام لنصائحي المتواضعة رغم أني لست ضليعا في دهاليز الفيفا
ولا عليما ببواطن اموره، ولكنها نظرة نقدية من بعيد وقراءة عميقة
لسيناريوهات وأحداث مرت بنا ونحن نتابع ممالك كرة القدم القارية في آسيا
وافريقيا وجمهورية الفيفا ، وقد قلت لبن همام من قبل – عبر كتاباتي - أن
الالتزام بنظم ولوائح الفيفا في التظلم ، لن يُجدي، وسيتم طحن عظامه بدم
بارد كما حدث،ولكن بن همام وجماعة مستشاريه ، التزموا بالطريقة الرومانسية
في الرد عبر الفيس بوك والموقع الشخصي و"البلوجر"على قذائف وقنابل بلاتر
وحملات إشانته لسمعة بن همام !

وكانت نصيحتي ان يرد بن همام هو الآخر بحملات إعلامية من خلال أشهروأقوي
وسائل الاعلام العالمية والعربية وان يُظهر إلى النور بعض الاوراق العديدة
التي يملكها والتي يستطيع من خلالها إدانة بلاتر وإظهار إنحرافه ومنظومة
الفساد التي يديرها .

وقد ساءني ان ينتظر بن همام كل هذا الوقت، ليتقدم من جديد إلى نفس اللجنة
التي أدانته - لجنة الاخلاق بالفيفا - بإستئناف ضد قرار إيقافه مدى الحياة
، ليتعرض إلى إهانة واستهانة جديدة برفض متعالي ومتبجح للاستئناف دون فحص
وتحقيق وبذل جهد كاف لتأكيد العدالة ، والواقع أنني كنت أتوقع القرار ،
فإذا كانت إدارة الفيفا سيطرت على قضاة لجنة الاخلاق، فإنها بالتأكيد تسيطر
أيضا علي قضاة لجنة الاستئناف ، وبالتأكيد أن الفيفا لن يتراجع عن توجهه
في تدمير سمعة بن همام وإبعاده من المنظمة الكروية نهائيا !

والغريب أن بن همام ، سيظل يمضي على نفس الطريق الروتيني ويواجه الفيفا
بنفس الطريقة التي يحبها بلاترورفاقه باللجوء إلي محكمة التحكيم الرياضية
بزيوريخ وهي آلية تستلزم أيضا وقتا طويلا للحصول علي عدالة ناجزة وقد لا
تكون مضمونة ، وفي نفس الوقت استغرب جدا عدم لجوء بن همام مباشرة وفي أسرع
وقت للمحاكم المدنية السويسرية لتبرئة نفسه من التهمة التي يصر ويؤكد
إنكارها وأنا أعلم أنه ليس كاذبا.

وإذا كان بن همام متخوفا بسبب تحريم بلاتر ولوائح الفيفا ، لجوء المتضررين
من ظلمه وعقوباته للمحاكم المدنية، فأعتقد أنه لم يعد يخشى غضب الفيفا بعد
الحكم عليه بعقوبة الاعدام الكروي وايقافه مدى الحياة ، ومعلوماتي
المتواضعة تقول بإمكانية مقاضاة الفيفا جنائيا ومدنيا في المحاكم المدنية
السويسرية ، وقد حكى لي شخصيا السويسري كريستيان كونستانتين رئيس نادي سيون
السويسري إبان قضية هروب عصام الحضري إلى صفوفه من الاهلي المصري وكنت
أجري معه حوارا صحفيا في مدينة أبو ظبي منذ عامين ، عن أنه دائب مواجهة
الفيفا او الاتحاد الاوروبي في المحاكم السويسرية في أي نزاعات تنشأ بين
ناديه وهاتين المنظمتين الكبيرتين ، وقد خسر قضية عصام الحضري ، ولكنه منذ
أيام حصل علي حكم ضد الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بإستبعاد ناديه من
منافسات بطولة الدوري الاوروبي ( يوروبا ليج).. وأنصح بن همام بسرعة
التواصل مع كونستانتين السويسري ليعرف منه كيف يواجه صقور الفيفا في
المحاكم السويسرية .