بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النوم على طهارة
حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة " متفق عليه ، وعن معاذ بن جبل رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً
فيتعارّ من الليل ، فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه
" رواه أبو داود وأحمد ، صحيح الجامع 5754 . وجاء من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طهّروا هذه الأجساد طهركم
الله ، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك ، لا يتقلب ساعة
من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك ، فإنه بات طاهراً " رواه الطبراني ،
قال المنذري : إسناد جيد ، صحيح الجامع 3831
ومنها : التبكير بالنوم :
النوم بعد العشاء مبكراً
وصية
نبوية ، وخصلة حميدة ، وعادة صحية ومما جاء في فضله حديث أبي برزة الأسلمي
رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يؤخر العشاء ،
وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها " رواه البخاري ، نقل الحافظ ابن حجر
عن القاضي عياض في قوله : "وكان يكره النوم قبلها " قال : لأنه قد يؤدي إلى
إخراجها عن وقتها مطلقاً ، أو عن الوقت المختار ، والسمر بعدها قد يؤدي
إلى النوم قبل الصبح ، أو عن وقتها المختار ، أو عن قيام الليل .
وقال ابن رافع : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينِشّ الناس بدِرّته بعد العتمة ويقول : قوموا لعل الله يرزقكم صلاة .
ومما
يتعلق بالنوم : اختيار الفراش المناسب ، وذلك بعدم المبالغة في حشو الفراش
، وتليينه وتنعيمه لأن ذلك من أسباب كثرة النوم والغفلة ، ومجلبة للكسل
والدّعة ، وثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : "كانت وسادة النبي صلى
الله عليه وسلم التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف" . رواه أبوداود
وأحمد ، صحيح الجامع 4714 .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن
الخطاب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قد أثر في جنبه
الشريف فقال عمر :" يا نبي الله لو اتخذت فراشاً أوْثر من هذا ؟ فقال صلى
الله عليه وسلم : ما لي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في
يوم صائف ، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ، ثم راح وتركها" رواه أحمد
والحاكم ، صحيح الجامع 5545.
وكان علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته
فراشه ، فيلمسه بيده ثم يقول : والله إنك لطيب ، والله إنك لبارد ، والله
لا علوتك ليلتي ، ثم يقوم يصلي إلى الفجر . ومن ذلك عدم الإفراط في النوم
والاستغراق فيه ، قال إبراهيم ابن أدهم : إذا كنت بالليل نائماً ، وبالنهار
هائماً ، وفي المعاصي دائماً ، فكيف تُرضي من هو بأمورك قائماً .
ومنها :
المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم
:
فإن هذه الأذكار حصن حصين يقي بإذن الله من الشيطان ، ويعين على القيام ،
ومن هذه الأذكار ، ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " إذا أوى أحدكم إلى فراشه ، فلينفضه بداخلة إزاره ،
فإنه لا يدري ما خلّفه عليه ، ثم ليضطجع على شقّه الأيمن ، ثم ليقل : باسمك
ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها
بما تحفظ به عبادك الصالحين " متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها "أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم
نفث فيهما يقرأ (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب
الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما
أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات " متفق عليه .
وعن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " متفق عليه .
وعن
أنس بن مالك رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه
قال : " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا فكم ممن لا كافي له ولا
مؤوي له " رواه مسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقصة الشيطان
معه قال له : "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو
الحي القيوم ) حتى تختمها ، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك
شيطان حتى تصبح ، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له :
صدقك وهو كذوب " متفق عليه .
وكذلك اجتناب الذنوب والمعاصي .
والله أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته